توصيات نحو استغلال افضل لمياه الصرف الصحي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية

تستعرض هذه الدراسة جهود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مجال معالجة مياه الصرف الصحي واعادة استخدامها والتي اصبحت ضرورة ذات اولية ملحة، وخصوصا في ضوء الاستهلاك العالي للمياه المحلاة بتكاليفها العالية وتاثيراتها البيئية المصاحبة. ومما يزيد من اهمية هذه المياه استنزاف المياه الجوفية والنضوب المستمر لمخزونها في المنطقة والتي تظهر آناره في تدهور نوعية هذه المياه في العديد من الآبار في المنطقة، بالاضافة الى ضرورة رفع سعة وكفاءة محطات معالجة مياه الصرف الصحي للحد من الآثار البيئية من تصريف المياه غير المعالجة في الاودية والشواطئ التي تعد من اهم اسباب تلوث البيئة الساحلية في المنطقة. ومع ان التقارير للمشاريع المستقبلية لقطاع الصرف الصحي المتعلقة بالمعالجة واعادة الاستخدام في دول المجلس تدعو للتفاول، الا ان الفجوة في استغلال هذه المياه تبقى كبيرة، وتمثل فرص ضائعة تحت ظروف الندرة المائية التي تعيشها دول المجلس. ففي الوقت الراهن وبالرغم من ان امدادات المياه وخدمات الصرف الصحي متاحة لنسبة كبيرة من السكان، لا سيما في المناطق الحضرية، حيث تصل هذه النسبة من 80% الى 90%، فان معدل المعالجة لا يزيد عن 56% وسطيا في دول المجلس، ولا تتجاوز معدلات اعادة الاستخدام اكثر من 30% من اجمالي المياه المعالجة وسطيا. وبالرغم من ان الاغلبية العظمى من هذه المياه تتجه نحو الري الزراعي، الا ان متوسط نسبة المياه المعالجة الى نسبة المياه الجوفية في القطاع الزراعي لا تتجاوز 9%. ويعود السبب في ذلك بشكل رئيسي الى نوعية المعالجة واحيانا تدهور جودة المياه المعالجة في بعض المحطات جراء تحميلها فوق طاقتها الاستيعابية، ونقص شبكات اعادة توزيع المياه المعالجة، بالاضافة للحاجة الى مراجعة بعض معايير استغلال هذه المياه لتوسعة نطاق استخدامها، والحاجة لرفع وعي العامة بضرورة استغلالها. وفي ضوء كل هذه المبادرات تظل اجراءات الحد من استهلاك المياه في دول مجلس التعاون الخليجي الحل الاول والاهم لمشاكل قطاع المياه فيها وقطاع الصرف الصحي بشكل خاص.