اللهجة الفلسطينية و ظوارها الصوتية

إن علم اللسانيات الحديث يعتمد على ملاحظة الظواهر الصوتية الموجودة في لغة من اللغات و لهجة من اللهجات، و اللهجة الفلسطينية الحديثة كغيرها من اللهجات العربية تحتوي على عدد من الظواهر الصوتية التي تميزها عن غيرها من اللهجات العربية ، ولا توجد تلك الظواهر في اللغة العربية الفصحى. والباحث في اللهجة الفلسطينية يرى قصورا عند الباحثين في تحليل تلك الظواهر الصوتية. فلم تدرس من قبل دراسة تحليلية معمقة؛ بل كانت مجرد تسليط للضوء على اللهجات في فلسطين، دون البحث في أصول اللهجة وردها إلى أصلها المنبثق من الحضارات السامية واللهجات العربية القديمة. وعليه عملت الدراسة على وصف هذه الظواهر الصوتية كما هي موزعة في المجتمع الفلسطيني، ومن ثم تعقب جذورها التاريخية وربطها بأصولها السريانية و العربية القديمة والكشف عن أصول اللهجة الفلسطينية. ويتبع هذا البحث المنهج التاريخي ؛ هو المنهج التاريخي والاستقرائي و الوصفي التحليلي تحليلا علميا لهجيا من خلال دراسة كتب التاريخ واللهجات العربية، والكتب المؤلفة في اللهجة الفلسطينية. وقد أكدت الدراسة على مدى ارتباط اللهجة الفلسطينية باللهجات العربية التي جاءت مع القبائل العربية قبل الفتح الإسلامي و بعده. وأكدت الدراسة أيضا على تأثر اللهجة الفلسطينية بالحضارات السامية متمثلا بكلمات كثيرة ما زالت تستعمل إلى يومنا هذا وترجع إلى أصول سريانية و كنعانية وآرامية. وأن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض الحقيقيين بدليل لهجتهم التي حافظت على كثير من الكلمات القديمة.