دراسة فسلجية-نسجية لتاثير المستخلص الايثانولي لاوراق الشاي الاخضر والاسود في اناث الجرذان البيض المستحثة بالمضاد الحيوي الجنتامايسين

لقد اتجهت الاهتمامات البحثية في الآونة الاخيرة نحو السمية الكبدية والكلوية الناتجة عن تاثير بعض العقاقير الطبية والمضادات الحيوية والمعادن الثقيلة والسموم وغيرها من المواد الكيميائية الاخرى التي تعمل على حث الاجهاد التاكسدي و زيادة انتاج الجذور الحرة ومنها بيروكسيد الهيدروجين والجذور الهيدروكسيلية ،وهذا يقود الى تعطيل او تثبيط اجهزة الدفاع المضادة للاكسدة الانزيمية وغير الانزيمية في الكبد، كما يغير التركيب الكيميائي للبروتينات والاحماض النووية و يُسبب ارتفاعا في فعالية الانزيمات الكبدية، والذي يعد دليلا واضحا لحدوث السمية الكبدية. فضلا عن ذلك فان تلك الجذور الضارة تحدث انكماشا في الخلايا الميزنكيمية للكبيبة الكلوية وانخفاضا في معدل الترشيح الكبيبي، لذلك اجريت الدراسة الحالية وهدفت الى استعمال بعض المستخلصات النباتية ذات المحتوى العالي من مضادات الاكسدة التي ربما تظهر تاثيرا مضادا للسمية الكبدية والكلوية.اجريت الدراسة في البيت الحيواني لقسم علوم الحياة /كلية التربية للبنات ، وتضمنت استعمال(30 )جرذا من الاناث العائدة لسلالة ( Sprague Dawley) ، قسمت عشوائيا الى ستة مجاميع متساوية تضمنت مجموعة السيطرة السالبة قد اعطيت فمويا محلول الملح الفسلجي بتركيز 0.9% ،والمجموعة الثانية السيطرة الموجبة (المعاملة بالجنتامايسين ) 80 ملغم /كغم عن طريق الحقن داخل الغشاء البريتوني ،والمجموعة الثالثة قد اعطيت الجنتامايسين 80 ملغم/كغم حقنا داخل الغشاء البريتوني + الشاي الاخضر 300 ملغم /كغم عن طريق الفم ، والمجموعة الرابعة قد حقنت بالجنتامايسين 80 ملغم/كغم داخل الغشاء البريتوني + الشاي الاسود 300 ملغم /كغم بالتجريع الفموي ، اما المجموعة الخامسة فقد جرعت فمويا بالشاي الاخضر 300 ملغم/كغم فقط ،والمجموعة الاخيرة (السادسة) قد جرعت بالشاي الاسود 300 ملغم /كغم فمويا. تمت المعاملات (الحقن والتجريع) لجميع الحيوانات التجريبية بواقع مرة واحدة يوميا ولمدة سبعة ايام كاملة. تضمنت الدراسة الحالية تسجيل وزن الجسم وكذلك اوزان الكبد والكلى للحيوانات قيد الدراسة و تقييم بعض معايير الدم الكيميوحيوية ومنها: فعالية الالنين ترانس امينيز (ALT ) والاسبارتيت ترانس امينيز (AST ) والفوسفاتيز القلوي (ALP) و كذلك مستويات الكرياتنين واليوريا والجلوتاثيون (GSH)والمالون ثنائي الالديهايد (MDA)،اما الدراسة النسجية فشملت عمل مقاطع لانسجة الكبد والكلية .اظهر التحليل الاحصائي للنتائج: -انخفاضا معنويا (P 0.05) في وزن الجسم لدى مجموعة السيطرة الموجبة مقارنة مع السيطرة السالبة وكذلك المجموعتين المعاملتين بالشاي الاخضر والاسود، وعلى النقيض من ذلك فقد سبب الحقن بالجنتامايسين (السيطرة الموجبة) ارتفاعا معنويا (P 0.05) في كل من اوزان الكبد و الكلى ،فعالية ALT،ASTوALP، مستويات الكرياتنين ، اليوريا و (MDA )مقارنة مع المجاميع الاخرى للدراسة، وفيما يتعلق بمستوى (GSH) فقد انخفض معنويا (P 0.05) لدى مجموعة السيطرة الموجبة عند مقارنتها مع المجاميع التجريبية الاخرى .كما بين الفحص النسجي لاكباد الاناث المعاملة بالجنتامايسين (مجموعة السيطرة الموجبة ) حصول العديد من التغيرات المرضية - النسجية ومنها :-تنكس وتنخر في بعض الخلايا الكبدية ،نزف دموي وتضخم في البعض الاخر ،توسع في بعض الاوردة المركزية لفصيص الكبد وحصول الاحتقان والنزف الدموي داخلها وارتشاح الخلايا الالتهابية وتجمعها حول بعض الاوردة المركزية .اما بالنسبة للمجاميع :الجنتامايسين +الشاي الاخضر ،الجنتامايسين +الشاي الاسود والمجاميع المعاملة بالشاي الاخضر والشاي الاسود فقط ، فانها لم تظهر اي تغير مرضي في نسيج الكبد مقارنة مع مجموعة السيطرة السالبة.وفيما يتعلق بمقاطع القشرة واللب لكلى الاناث المحقونة بالمضاد الحيوي، فقد بينت تلك المقاطع تنكسا وتنخرا ونزفا دمويا في بعض الكبيبات الكلوية فضلا عن الضمور او التضخم في البعض الاخر، بالاضافة الى التنخر النبيبي، وظهور الوذمة والنزف الدموي داخل النسيج البيني للب. اما المجاميع التجريبية الاخرى المتمثلة بالجنتامايسين +الشاي الاخضر، الجنتامايسين +الشاي الاسود ،الشاي الاخضر والشاي الاسود فقط، فلم يسجل اي تغير نسجي يذكر مقارنة مع مجموعة السيطرة السالبة.لقد استنتج من الدراسة الحالية بان المستخلص الايثانولي لاوراق كل من الشاي الاخضر و الاسود، قد اظهر تاثيرا وقائيا في حماية التراكيب النسجية الكبدية والكلوية من سمية الجرعة80 ملغم /كغم للمضاد الحيوي الجنتامايسين ، وربما يعلل ذلك الى محتواهما من مضادات الاكسدة ذات الكفاءة العالية في اكتساح الجذور الحرة وازالتها خارج الخلايا الحية الامر الذي من شانه ان يودي الى منع او تخفيف الاضرار المتسببة عن الانواع المختلفة من الاوكسجين التفاعلية التي من المحتمل انها نتجت بفعل الحقن بالجنتامايسين ، كما توصلت الدراسة الحالية ايضا ومن خلال نتائجها الى عدم وجود فروق معنوية في كفاءة كلا النوعين من الشاي في القدرة على تحسين الاداء الوظيفي للكبد والكلية و كذلك اختزال النكوص او التردي في الموشرات الكيميوحيوية و الاجهاد التاكسدي المتسبب عن التاثيرات السلبية للعقار المدروس.