الطابع المعماري والعمراني للمنطقة المركزية بالمدينة المنورة ودورة في الحفاظ علي ھوية المدينة

مثلت المدينة المنورة العاصمة الاولي للدولة الاسلامية مركزا حضاريا من خلالھ تم نقل الدين الاسلامي وتعاليمھ الي العالم اجمع، وكانت المدينة المنورة ھي مركز العالم الاسلامي وعاصمتھ وخاصة في القرن الھجري الاول وكانت منبع العلم والحضارة الاسلامية حيث خرج منھا الصحابة والتابعيين لنشر الدين الحنيف في ارجاء الارض، كما انھا في قلب كل مسلم لوجود المسجد النبوي وھو ما جعلھا القبلة الثانية للحجاج والمعتمرين بعد قضاء المناسك في مكة المكرمة. ومن ھنا جاء الاھتمام بعمارة المدينة المنورة وخاصة المسجد النبوي والذي اھتمت بھ الدولة السعودية وعملت علي توسعتھ لاستيعاب الزيادة في اعداد الحجاج والمعتمرين فجاءت توسعة الملك عبد العزيز بن سعود، والتوسعة التاريخية للمك فھد بن عبد العزيز، والتوسعة الاخيرة للملك عبد لله بن عبد العزيز. وبالتزامن مع ھذه التوسعات جاءت عمليات تطوير المنطقة المركزية، لتوفير الخدمات للحجاج والمعتمرين وتلبية احتياجاتھم. وقد جاءت عمليات تطوير المنطقة المركزية في اطار الحفاظ علي ھوية المدينة وتطوير الطابع المعماري واستنباط اشكال معمارية حديثة تعبر عن الطابع المعماري وخلق شخصية مميزة للمدينة، وھو ما نجحت في تحقيقھ في احيان كثيرة وھو ما يجب ان يكون نواة لطابع معماري تتميز بھ المدينة بكاملھا. تقوم ھذه الدراسة علي تحليل الطابع المعماري للمنطقة المركزية وبيان نقاط القوة والضعف ومدي تعبيره عن شخصية المدينة وملائمتھ لطبيعتھا ومحاولة استنباط مجموعة من المعايير التشكيلية التي تصلح لتكوين طابعا مميزا للمدينة ككل يمكن ان يمثل نواة لمجموعة من الاشتراطات البنائية في المدينة للمحافظة علي الطابع المعماري للمدينة.