احتجاج الامام السمرقندي بالحديث النبوي في كتابه تحفة الفقهاء كتاب الطهارة نموذجا

تتفق المذاهب الفقهية في الاعتماد السنة مصدرا ثانيا لاستنباط الأحكام، فلا فرق في هذا الأصل بين ما يسمى مدرسة الحديث ومدرسة الرأي، لكن قد شاع عند البعض أن مدرسة الرأي – ولا سيما المذهب الحنفي – بأنها مقلة من الاحتجاج بالحديث النبوي وتغليب الرأي والقياس على السنة، وهو قول بلا دليل، فكتب الفقه الحنفي مليئة بالأحاديث النبوية يحتجون بها ويردون بها على مخالفيهم من المذاهب الأخرى حتى من فقهاء مدرسة الحديث، والحديث عندهم – كما عند غيرهم - مقدم على القياس، ولا يهملون حديثا إلا ما لم يثبت عندهم صحته، وهم بهذا لا يختلفون عن غيرهم من الفقهاء والمذاهب. فجاء هذا البحث في أحد كتب الفقه المعتمدة في المذهب الحنفي، فقمنا باستقراء جزء منه – كتاب الطهارة - للتعرف على احتجاج مؤلفه بالحديث النبوي فيه، والتعرف منها على منهجه في هذا الاحتجاج، فكانت أهم نتيجة في هذا المبحث هي: اعتماد الإمام السمرقندي على الحديث النبوي الشريف كدليل يحتج به في استنباطاته أو للرد على مخالفيه، فاحتجاجه بالحديث النبوي أصيل وليس طارئ