الفوضى الخلاقة واثرها في حياة المدينة

المدينة كيان معقد وتحتاج الى تكامل وتداخل عدة انظمة حضرية، وكلما كانت الانظمة الحضرية ومنها المخططات الانمائية والقوانين البنائية صارمة، ستودي الى فقدان جزء من ابداع وحيوية ساكني المدن، وعندما تفقد هذه القوانين والمخططات سيطرتها على حياة المدينة، ستظهر احتياجات الساكنين والشاغلين بوضوح، مما يودي احيانا الى فوضى حضرية غير مسيطر عليها، لكن يمكن عد هذه الفوضى محرك الحياة النابض الذي دفع بساكنين مثل ساكني بغداد للتعبير عن احتياجاتهم. ان حياة المدينة وتعقيداتها تظهر من خلال عدة معايير تحكم انتظامها وتشتتها, والمدن الحية ليست فقط التي تحقق معايير المنظمات الدولية المعنية برفاهية العيش ... وانما هناك معايير اخرى تساهم في حياة المدينة تختلف باختلاف الثقافات والهويات المحلية, ومن هنا ولدت مشكلة البحث في عدم كفاية معايير تقييم المدن الحية المطروحة من قبل الموسسات الدولية وبالاخص المدن التي تعاني من ظروف عمرانية محددة وخصائص مختلفة كمدينة بغداد بسبب ظهور انماط حضرية تبدو فوضوية وغير مسيطر عليها .مما حدا بالبحث الى اكتشاف معايير تقييم اضافية لتصنيف المدن الحية عن غيرها وتطبيقها على الفضاءات الحضرية التي يتداخل فيها الاستعمال التجاري مع الاستعمال السكني في مدينة (بغداد) وتحويل الانماط الحضرية الفوضوية لتكون خلافة وذات حيوية ابداعية. واستفاد البحث من نظرية الفوضى ونظرية الفوضى الخلاقة لايجاد النظام الخفي الذي يعطي صفة الحيوية والديناميكية للمدن والشعوب التي لها خصوصية في حياتها والتي لم تتناولها معايير تقييم المدن الحية.