Arabic abstract :
لقد اتّفق الكثير من المورّخين وذوي العلم والمعرفه علي كون شخصيه امير المومنين علي بن ابي طالب عليه السلام شخصيه فذّه لا يكاد يضاهيها احد. فهو انسان ذو ابعاد عديده جلّت عن ان يبلغ كنهها المتمعّنون. وقد ذهب البعض الي انّ الامام علياً كان قد سبق عصره بكثير. فحارت كثير من الافهام تجاه هذه العظمه وذهبت مذاهب شتي. فمنهم من لم يُطِق سموّه فنصب له ولاتباعه العدا . ومنهم من الّهه وجعل يدعو لعبوديته. وقصُر آخرون عن درك عظمته فقصّروا في حقّه ولم يتوانوا عن التواني في نصرته. ولم يكن سوي فيه صغيره من اتباعه واهل بيته ممّن قدروه حقّ قدره فلم يُفـِْرطوا في حقّه ولم يفرّطوا. كلّ ذلك جعل منه رجلاً متوحّداً فذّاً مغترباً بين ابنا جلدته وعشيرته. وقد بثّ الامام عليه السلام لواعج وحدته هذه في طيّات خطبه ورسايله وكلماته ومواقفه المختلفه. ترمي هذه الدراسه الي معرفه ابعاد التوحّد الذي عاشه امير المومنين علي بن ابي طالب عليه السلام، من خلال استعراض موضوعي لكلامه في نهج البلاغه مبتديه البحث بتمهيد لمبحث التوحّد في المفهوم والمصداق وتقديم نماذج شعريه من الشعور بالتوحّد.
الكلمات الرييسه: التوحّد، الامام عليّ عليه السلام، نهج البلاغه، الاغتراب، الحقّ.