استدعاء شخصية الإمام الحسين (ع) في الشعر المسيحي المعاصر

إنّ ظاهرة توظيف التراث تعتبر من أبرز التقنيات في الشعر العربي المعاصر في الربط بين الحاضر والماضي، فقد أدرك الشاعر المعاصر أنّه باستخدام التراث قد وصل إلي مَعين لا ينضب، ويعدّ استدعاء الشخصيّات التراثيه من ظواهر هذه التقنية، فمن أهمّ الشخصيّات التراثية التي تأثّر بها الشاعر العربي المعاصر وقام بتوظيفها، هي شخصية الإمام الحسين بن علي (ع) بما أنّ هذه الشخصيّة تحمل من ايحاءات و أبعاد وجوانب مختلفة في إثراء النصّ الشعري وتنميته. و في هذا المجال إنّ الشعر الحسينيّ واستدعاء شخصيّة الإمام الحسين (ع) لايختصّ بالأدباء المسلمين إذ نري الكثير من أدباء الديانات الأخري كالأدباء المسيحيين افتتنوا بشخصيّه الإمام الحسين (ع) وقاموا بتوظيف هذه الشخصيه كرمز للشهاده والتضحيه من أجل العقيده والدين، والوقوف في وجه الجبروت، كما حملت هذه الشخصيه معاني وإيحاءات رمزيه جديده تربط الحاضر بالماضي وتصوّر معاناه هذا العصر. فنسعي من وراء هذا المقال الإجابه علي أسئله البحث التي تدور حول تأثّر الشعراء المسيحيين بشخصيّه الإمام الحسين (ع) وكيفيّه توظيفها ودلالاتها والعوامل التي أدّت إلي هذا التوظيف. فالمنهج المتبع في هذا البحث هو دراسة أشعار الشعراء بشكل تحليلي /وصفي وذكر النماذج الشعرية و تحليلها. و اعتمدنا في هذا البحث علي دواوين الشعراء: جوزيف الهاشم، وريمون قسيس، وجورج شكّور، وجوزيف حرب، وجورج زكي الحاج. وفي الختام استخلصنا من هذا البحث أنّ الشاعر المسيحي المعاصر قد فتنبشخصيّه الحسين بن علي (ع)، وقام بتوظيفها بأشكال مختلفه وأبدع في توظيفها، لأنّه وجد في توظيف شخصيّه الإمام الحسين (ع) الملاذ الآمن، والطاقه الكامنه ليعبّر بها عما يعاني الشعب من الويل والإخفاق، وأن يدافع عن متطلبات الشعب في العصر الراهن.