شعرية الانزياح في قصيدة الانتفاضة لسميح القاسم

كان سميح القاسم شاعرًا مبدعًا متأثرًا بالقضايا السياسية والاجتماعية الّتي تسود بيئته، وأشعاره تعبر عن وجدان مجتمعه. وتعدّ قصيدته المسماه بقصيدة الانتفاضة صرخة جريحة ملتهبة تجأر بالظلم و العدوان الصهيوني. حاول البحث رصد بعض ملامح الانزياح الدلالي في قصيدة الانتفاضة من مثل: التشبيه، و الاستعاره و الكناية، وبعض ملامح الانزياح التركيبي الّتي شكلت ظواهرًا في القصيدة و هي: التقديم والتأخير، والحذف والالتفات؛ حيث لجأ الشاعر إليها لأغراض فنية، وفكرية. كما وحاول أنْ يتبع الدلالات المتنوعة والجماليات الّتي تقف وراء هذه الانزياحات لدى الشاعر، وقد ساعدت تلك الظواهر في إثراء النص من النواحي الدلاليه، وإكسابه طاقه جماليه وفنيه عاليه. وتدلّ النتائج على استيعاب سميح القاسم جماليات الانزياح؛ ذلك لوجود نماذج من الخروج عن المألوف في أطر النحو والبلاغه في قصيدته، وتلك الميزات الانزياحيه أضافت صورًا إيحائيهً على القصيده للتعبير عن البعد الجمالي. وقد بيّن أنّ للانزياح الدلالي والتركيبي أثرًا مهمًا في الارتقاء بالقصيده جماليًا، والإسهام في تقديمها رؤيهً وتشكيلًا. والمنهج المتبع في هذا البحث هو المنهج التوصيفي – التحليلي، حيث وصف الانزياح على قدر المتاح نظريًا معتمدًا على أهمّ ما كتب في هذا المجال، بعد ذلك قام باستنطاق الظواهر الانزياحية في القصيدة وتحليلها لتبيين جماليات الانزياح في قصيدة الانتفاضة.