دراسة سيميائية في «قصائد إلى يافا» لعبد الوهاب البياتي

السيميائيّة أو علم العلامات و الإشارات تدرس الجانب المادي (الدال) و الجانب الذهني (المدلول) و الدال يتألّف من الجانب الخارجيّ للغة و المدلول يحمل المعنى و الفكرة المسيطرة على اللّغة. يُحاول هذا المقال من خلال المنهج الوصفي و التحليلي أن يدرس قصيدهَ «قصائد إلى يافا» لعبدالوهاب البياتي من منظور التحليل السيميائي في المحورين؛ الأفقي والعمودي وهذه القصيده نصّ ثريّ تطفح بدلالات ومعانٍ مختلفهٍ وبالتالي يُمكننا تقديمَ القراءاتِ العديدهِ لهذه القصيده. فالنّص الشعري هذا يدعونا بالإعتقاد إلى أنّه في المحور الأفقي ثريٌّ­ بالدلالات ­الرمزية حيث عنوانُ القصيده يُوحي لنا بأنّ الشاعر إستمدّ مادّته من تراثه الوطني و إنّ الشاعر يهدف إلى الإدانه بالكيان الصهيوني والتنبيه لخطرهم على البلدان العربية عامة و فلسطين خاصّة من خلال إستعمال هذه الرموز و­شرح ما يَحدُث للفلسطينييّن وأبنائهم من القتل والتشريد. هذا والبياتي قد يذكر العرب بالامجادُ القديمة و يدعو إلى إحياءها ومن خلال شخصيّة المسيح يُعبّر عن المحنة الإجتماعيّة الّتي تواجهها الناس في مدينه يافا ومُعاناتهم وتشريد أطفالهم البؤساء. وفي دراسة المحور العمودي للنّص إتِضح لنا أنَّ الموسيقى الداخلية والخارجية تتناسب مع الفكرة القائمة على القصيدة و للشاعر قدرة بارزة على تنويع البُنى الإيقاعيّة.