شعرية المفارقة في خطاب بشري البستاني السياسي

ليست المفارقة لعباً لغوياً مجرداً عن الفاعليِّة و التأثير و وسيلة لتوليد الدلالات في المسارات المنعرجه التي تبعد النص الشعري عن الخطابيِّة بل هي استراتيجيِّة نصيِّة يعتمد علية الشاعر لشعرنه التشكيل ولزيادة المعاني في منطقه التلقي ومرتكزه لتثوير المشاعر و النهوض بها باثاره الدهشة عند المتلقي. وقد اعتمدت بشري البستاني في خطاباتها علي تقنية المفارقة التعبيرية لتجسيد تناقضات الواقع العراقي في زمن الدكتاتورية و عند الاحتلال الغاشم الٔامريكي. البحث هذا يتناول موضوع المفارقة في خطاب الشاعره السياسي معتمداً علي المنهج الوصفي التحليلي من خلال دراسه تمظهرات المفارقة في خطاب بشري البستاني وبيان ما يشعّ عنها من الدلالات والإيحاءات لتبيين الفاعليِّة التي تتركه المفارقة في النص الشعري و أهم ما توصل ‌إلية البحث هو أن خطاب بشري البستاني استخدم شتّي أنواع المفارقة: اللفظية، مفارقة النغمية أي السخرية، التصويرية و مفارقة السلوك والدرامية للتعبير عن البعد الإحباطي للعراق في زمن البعث و عند الاحتلال حيث شهد العراق تردياً في كل المجالات و لسخرية من حكام العرب الذين يتحملون مسؤولية هزيمه الأرض العربية ويمكن أن يكون للمفارقة دوراً تحفيزياً من خلال إبراز التعارض بين ما يفعله المثقف وما يصدر عنه في ظروف المحنة والمكابدة أو الحاكم العرب و ما يجب أن يكون علية وهذا النوع من المفارقة يأتي في اطار مفارقة السلوك أو السخريِّة.