جمالية السرد المحذوف وتداعياته البلاغية في سورة يوسف‌(ع)

إنّ من ألقى نظره عابره على منهج النظام القصصي في القرآن الكريم ليرى توزيع عناصر القصة الواحده في سور شتى؛ فعلى سبيل التمثيل، نجد أجزاء من قصة موسى (ع) موزّعه بين عدّه سور، منها: البقره، القصص، طه وغيرها من السور الكريمه، اللهم إلا أن الاستثنا الوحيد يتمثل في قصة يوسف (ع) المنسجمه؛ حيث نلاحظ في السورة المعنونه باسمه الشريف نموذجاً رائعاً للبناء القصصي المتكامل بكلّ ما في القصة من أركان. هناك في هذه السورة المباركه مظاهر من السرديات الروائية المحذوفه في مشاهد منوّعه تعتبر إحدى أهمّ الظواهر النحوية الوظيفية التي تجمع بين السمة النحوية و السمة البلاغية فيةا. من هذا المنطلق، تسعى هذه الدراسة القائمه على المنهج الوصفيّ والتحليليّ إلى الكشف عن مشاهد جمالية للسرديات الروائية المحذوفة و تداعياتها البلاغية و أثرها الفني في تكوين قصة يوسف (ع) مركّزاً فيةا على الأغراض البلاغية التي يتركها هذا الحذف على النصّ القرآني. ومن أبرز ما حصلنا علية في هذه العجاله هو أن السرد المحذوف المشارك في تكوين القصة يكشف عن أغراض بلاغية وفنية هامّة تبرز في مادّتين أساسيتين هما: أولاً: التعبير عن المعاني الكثيره بالألفاظ القليلة. ثانياً: الإيجاز بحذف الجملات التفسيرية و الجوابية و الحوارية.