دراسة أساليب الإقناع في رسائل الإمام علي (ع) (نموذجاً الرّسالة الثّامنة والعشرين من نهج البلاغه)

إنّ الحديث عن الإقناع بوصفة عمليّة خطابيّة، يتوخّى بها الخطيب تسخير المخاطب لفعل أو ترك، بتوجيهة إلى اعتقاد قول يعتبرة كلّ منهما، أو يعتبرة المخاطب، شرطاً كافياً أو مقبولاً للفعل أو التّرك؛ ولأنّ رسائل الإمام علي 7 مادّة غزيرة بشكلها ومضمونها وتكامل مجموعة العلاقات التي تنظّم النصّ مكونة انسجاماً تامّاً لبنية نصّ كليّة، اخترنا إحدى هذة الرّسائل لندرس عملية الإقناع والحجاج فيها. ونعني بالدراسة، النّظر في مجموع التّقنيات التي اعتمدها الإمام ليحتجّ لرأي أو ليدحض فكرهً محاولاً إقناع معاوية بما يبسطة، أو حملة على الإذعان لما يعرضة، بهدف تغيير ما في عقلة وأفكارة بالتّصويب والإصلاح، وبما أنّ رسالة 28 من نهج البلاغة للإمام علي 7 تحتوي على آليّات إقناعية متعدّدة تناولنا أهمّ التقنيات المستخدمة لادّعاءات معاوية وتُرّهاتة منها طرائق الوصل والوصل السببي، وطرائق الفصل، وروابط العطف الحجاجي، والإستشهاد بالمثل، والسؤال البلاغي، ومادّة الصّورة الفنّية التي درسنا منها مجال الإنسان، التعليل والترجيح متّخذين منهج الوصفي التحليلي. ومن نتائج هذة الدّراسة أنها تهدف إلى إيجاد نظرة عميقة لقارئ رسائل الإمام وتمنحة انطباعاً جديداً اتّجاة رسالة الإمام هذه؛ غير تعرّفة بأسلوب الإمام الإقناعي والحجاجي في رسائلة وطريقة جوابة وردّة على ترّهات معاوية خاصّة.