الموسيقى في شعر عاشوراء ما بين التقليد والإبداع (دراسة شعر جواد جميل نموذجاً)

إنّ الشاعر العراقي المعاصر جواد جميل من الشعراء المبدعين في الشعر الملتزم وديوانه «الحسين لغه ثانيه» يعدّ من أهم الانتاجات الأدبيه في أدب عاشوراء والذي ينطلق من رؤيه إسلاميه يهدف الى عرض المسأله القديمه في إطار جديد من الشكل والأسلوب. فهو يتميز ببنيته الفريدة حيث سار فيه الشاعر على طريق الإبداع والتجديد، فمن يتأمل ديوانه سيلقى مجموعة من القصائد والقطعات الشعريه ترتبط فيما بينها ارتباطاً وثيقاً لم نعثر على مثيلتها فيما سبقها من شعر عاشوراء قديماً وجديداً وتميزت بتعدديه المعنى، والمفارقه في المفردات والصور، والإبداع في الصور والخيال عبر تداخل الحواس، وتداخل النصوص و... إلا أن الدراسات النقديه عنت بالمستوى الموضوعي وقلما عالجت خصائصه اللغويه منها الموسيقى التي تدخل في صلب الإبداع الشعري إذ لها دور فاعل في تكوين النص والبحث عنها يعطي تصوراً عن الفنّ الشعري. فقد سعى البحث الحالي إلى كشف النظام السائد في الديوان معتمداً على المنهج الوصفي التحليلي وصولاً إلى جوانب الإبداع والتقليد في البنية الإيقاعية للمجموعة. ونرى من خلالها أن المجموعة تكونت من قطعات شعرية أكثرها في نظام الشعر الحر و يكون الرجز والخفيف من أكثر البحور حضوراً بين أشعاره القديمة ومن إبداعه استخدام بحور متنوعة في شعر واحد كما التنويع في القافيه ونظم الأشعار على بنيه الموشحات يعدّ من إبداعات الشاعر في إطار الموسيقى الخارجيه وتتسمّ قصائده ذات النمط الكلاسيكي رغم إطاره التقليدي ببعض مظاهر من التجديد نحو المزج بين نظام الشعر الحر والعمودي في قصيدة واحدة، كما استمدّ الشاعر من الطاقات الإيحائية للإيقاع الداخلي أيضاً وما به من الدلالات النفسيه فيكون تكرار العبارات والمفردات في الشعر جزء لايتجزأ من تجربه الشاعر الشعرية وعاطفته.