تحليل كتب العربية في الثانوية الأولى في ضوء نظرية الذكاءات المتعددة و ‌الأهداف المعرفيّة

بعد أن بثّت نظرية الذكاءات المتعددة في أنحاء العالم، قام توماس أرمسترونج (1984) بدمج هذه النظرية بالأهداف المعرفية لـ‍‍ بلوم و أثرى بذلك كلتا النظريتين و وسّعهما. إضافة إلى تصنيف كلٍّ من الذكاءات المتعددة في الأهداف المعرفية الستّة، مهّد أرمسترونج بهذا الدمج الطريق لإعداد المناهج المدرسيه والموادّ التعليميه وتقويمهما. إنّه قدّم أنموذجه في إطار جدول يختصّ محوره الأفقي بالأهداف المعرفية و محوره العمودي بالذكاءات المتعددة. على ذلك، و نظراً لمكانه الكتاب المدرسيّ في النظام التعليميّ عامة و تعليم اللغة بشكل أخص، يهدف هذا البحث بمنهج تحليل المحتوى إلى إلقاء الضوء على النشاطات التعليمية في كتب العربية في الثانوية الأولي للمدارس الإيرانية. يحدّد هذا الأمر الذكاءات و الأهداف الأكثر تداولاً في الكتب المدروسة، كما يبيّن كميّه توزيع الذكاءات وكيفيّتها فيها، والمنطق الحاكم على توزيعهما. ومن أهمّ ما توصّلت إليه هذه الدراسه أن الذكاءات اللغويه والمنطقيه والبصريه و الجمعية، والأهداف المعرفيه الدنيا (التذكر والفهم والتطبيق) هي الذكاءات و الأهداف الأكثر تداولاً وحضوراً في هذه الكتب، ويكاد لا يوجد فيها مصداق للذكاءات الجسمانية والموسيقائية و الفردية و الطبيعية، و أهداف التحليل و التقييم و الإبداع. كذلك، يخضع المنطق الحاكم على ترتيب و توزيع الذكاءات و الأهداف في الكتاب للبرنامج المدرسيّ و دليل المعلّم.