الترميز في الشعر الفلسطيني المقاوم؛ مجموعة العصف المأكول الشعرية أنموذجا

يستهدف البحث دراسة ظاهرة الترميز بمستوياته المختلفة في الشعر الفلسطيني المقاوم. يحاول أدب المقاومة إزاله الستار عن وجه العدو الغاشم و الكشف عن خباثته واضطغانه ضد الشعوب المضطهدة. ومن هنا يسعي بكل ما لديه من الإمكانيات و الطاقات اللغوية التعبير عمّا ألمّ بالشعوب من مؤامرات و دسائس. فالتجأ إلي لغة الترميز والإبانه غير المباشرة خوف التعذيب والنكال.استخدم الشاعر الفلسطيني تقنية الترميز كأداه ناجعة للتعبير عن المواقف الفكرية و المشاعر والأحاسيس المكبوتة و تصوير ما حلّ بالبلد من تعسف الكيان الصهيوني وما قام به من مؤامرات وممارسات إجراميه بحقّ الشعب المضطهد. تمّ إعداد هذا البحث وفق المنهج الوصفي التحليلي معتمدًا فيه علي المصادر الأدبية في مجال الشعر الفلسطيني الحديث خاصه المدونه الشعريه المسماه ﺑ العصف المأكول بأسرها التي تشتمل في طياتها علي عدد غير قليل من المقطوعات الشعرية المختلفة التي حاول الشعراء الفلسطينيون من خلالها تصوير المأساة الفلسطينية و الإفصاح عمّا ألمّ بهذا الشعب من ممارسات عدوانية و مجازر بشعه. استخدم الشعراء تقنية الترميز كأداه طيعة للتعبير عما خامرهم من أحاسيس ومشاعر داخلية وما انتابهم من مشاعر حزينة و مؤلمة.من ثمّ تنوعت و تشعبت مصادر الرمز لديهم من التاريخية، و الدينية، والطبيعيه، والأدبيه. أخيرًا خلص البحث إلي أنّ عملية الترميز في هذه المدوّنة الشعرية تنطوي علي أغراض أساسية و هامّة، منها التأثير في المتلقّي و إثارة مشاعره وخلق الوجدان المشترك تجاه المحاور الوارده في خارطة النصّ الشعري.