الشنفرى من خلال الثنائيات الضديه في لاميّه العرب (دراسه على ضوء القراءه الأنثروبولوجيه)

إنّ الحياة كلّها توازن وتقابل وتضاد و يعود قسمٌ كبير من تفكير الإنسان إلي الجمع بين المتضادات. مِن هذا المنطلق وعلى أساس فكرة أنّ كلّ شيء في الوجود يحمل معه نقيضه اهتمّ باحثون كثيرون بدراسة الثنائيات. وإنّ لامية العرب المنسوبة إلى الشنفري تُعدّ من الأشعار التراثية الغنية بالتقابلات. لذلك فقد عمدنا إلى دراسه الثنائيات المتقابله فيها في مستويات النص المختلفه، حيث قمنا بدراسه النُّظم اللغويه والمفردات والمعاني، قاصدين البحث عمّا في هذه القصيده من تقابلات في ضوء الأنثروبولوجيا الثقافيه التي تعدّ فرعاً من الفروع الكثيره للأنثروبولوجيا (علم الإنسان)، محاولين الكشف عن هذه الثنائيات أولاً ثمّ البحث عن طوايا معانيها مستنجدين بنظره أعمق إلى شخصيه الشاعر وبيئته، مربئين بأنفسنا عن الخوض في معارك النقّاد حول قضيه نحل لاميه العرب على الشنفرى. وقد وجدنا أنّ من أهمّ الثنائيات المنطويه تحت هذه التقابلات هي ثنائيه الفصل والوصل، والإباء والهوان، والجوع والشبع، والرقه والشده، والجلد والفزع وغيرها ممّا تناولناها لوحهً بعد لوحه. وخلاصه القول أنّ الثنائيات الضدية التي توجد في لامية العرب تشكل منظومة دلالية تكشف في كثير من الأحيان عن الثّنائية الذاتية المنطوية في نفسية الشاعر، وهي ثنائية الإيجاب السلب المتجسدة في تقابل الخير الشر، و التي يستخدمها الصعلوك غالباً لإبراز مواقفه الفكرية حيال الكون و الحياة.