دراسة نقديّة في تراسل الحواس (عند نازك الملائكة)

انّ الصّورة الحسيّة هي المصدر الاساسيّ للصّور الشّعريّة، وظاهرة تراسل الحواسّ تعَدّ مظهرًا هامّاً من مظاهر الواقعيّة والحسيّة في الصّور الشّعريّة؛ والشّعراء المعاصرون لايستعملون تقنية تراسل الحواسّ ليمنحوا الشّعر صورة جماليّة فحسب، بل تلعب الصّور التراسليّة دورا موثّرا في تجسيد غاية الشّاعر وتاثير الظّواهر التّعبيريّة، وتعتبر اداة رمزيّة في الشّعر الحديث. نازك الملائكة الشّاعرة العراقيّة المعاصرة هي الّتي قد قامت بتوظيف آلية تراسل الحواسّ في اشعارها علي مستوي وسيع للتّعبير عن افكارها واختلاجاتها النّفسيّة. خلصت الدراسة الي انّ الصّور التراسليّة تتجلّي في اشعار نازك الملائكة باشكال مختلفة، منها: المزج بين الانطباع البصريّ والسّمعيّ، والمزج بين المدرك البصريّ واللّمسيّ، والمزج بين الانطباع البصريّ والشّمّي، والمزج بين الحسّ البصريّ والذّوقيّ. فكانت الصّور التّراسليّة احسن تعبير للشّاعرة الّتي تحمل مصاعب الحياة والمجتمع الّذي تعيش فيه ولها احساس مرهف.