چكيده فارسي :
دينة النجف الاشرف واحدة من الحواضر الاسلامية التي عرفت بنهضتها العلمية والادبية والفكرية , وقد شغلت موقع الريادة في تلك الميادين , واخذت جموع طلبة العلم تتوافد عليها من مختلف العناصر والاجناس والانحاء. والى جانب ذلك برزت فيها العديد من الشخصيات العلمية والادبية التي سجلت حضوراً متميزاً , ليس في النجف فحسب، بل امتد اثرها الى بقاع اخرى، وتناقلت اسماءهم السن العلم والثقافة , فحينما تذكر النجف يذكر الازدهار العلمي والثقافي، وحينما يذكر علماوها يشار لهم بالبنان. وفي خلال حقبة من الزمن تجلى للناظر والسامع علم من اعلامها الافذاذ، بل مرجع من مراجعها العظام، عرف بسيرته العلمية والثقافية والادبية، الا وهو السيد محمد مهدي بحر العلوم. فهو – اذاً- كبد من اكباد تلك الاسرة العلمية، وفذ من افذاذ رجالاتها , اذ طالما عرفت اسرة (آل بحر العلوم) بنتاجها العلمي الوافر، وخدمتها للدين وميادين المعرفة خدمة لا تحصى. انُّ السيد محمد مهدي بحر العلوم الى جانب المامه بالعلوم الدينية نجده ايضاً ممَّن خاض غمار الشعر، واجال فيه خاطره، ونظم فيه ما نظم. وخوض غمار الشعر ومكابدة القول فيه امر يذكرنا بمقولة الشاعر الفرزدق الشهيرة: (قلع ضرس اهون عليَّ من كتابة بيت واحد من الشعر). اذا زعامة المرجعية والاحاطة بالعلوم الحوزوية وقفت الى جانبها ثقافة الشعر، فتدفق من ذلك ديوان شعر للسيد بحر العلوم , جمعه السيد (محمد صادق بحر العلوم) , ونهض بتحقيقه كلُّ من (محمد جواد فخر الدين) و(حيدر شاكر الجد). ذلك الديوان الذي جاء في بابين : الاول منهما يتضمن قصائده في حق اهل البيت (عليهم السلام) , والثاني تناول قصائده في مناسبات عِدَّة. والبحث عن خصوصيات السيرة الادبية وما تشغله من ظواهر فنية وابداعية بحث يطول القول فيه، وتتوافد الآراء عليه ؛ لذا كان من مهمات البحث انْ يبحث عن الاثر القرآني والديني في ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم ؛ فقد كان للثقافة القرآنية والدينية الاثر الكبير في شعر شاعرنا. وبدت آثار ذلك واضحة المعالم في ديوانه , كيف لا ؟ وهو الذي تربى في حجر القرآن، ونشا بين احضان الدين، وكابد الجهد والاجتهاد فيها، واخذ يلازم تلك الثقافة ملازمة الام لولدها الرَّضيع. لقد تجلى لنا الاثر القرآني في شعر شاعرنا من محورين: الاول : الاقتباس من آي القرآن الكريم. الثاني: التلميح الى آي القرآن الكريم. امَّا الاثر الديني فيتضح في : اولاً: الاقتباس من اقوال الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)والائمة (عليهم السلام). ثانياً: التلميح الى اقوال الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) والائمة (عليهم السلام). ثالثاً: الحوادث التاريخية وارتباطها بالشخصيات الدينية. رابعاً: الاشارة الى الشخصيات العلمية وذكر مصنفات العلماء. خامساً: اثر اللغة الفقهية في شعره.