چكيده فارسي :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه اجمعين . شهدت المجتمعات الانسانية سلسلة من التغييرات الجذرية على صعيد الجوانب السياسية والموسسات الدستورية والحزبية والافكار الايديولوجية والعقائدية , وكانت المطالبة بالاصلاحات السياسية من قبل افراد المجتمعات الغربية والتخلص من تسلط الكنيسة وعقائدها وافكارها المتخلفة , فضلا عن التحرر من القيود والاستغلال والاضطهاد والظلم الذي مارسه الحكام والملوك من خلال المناداة بتطبيق الديمقراطية وكان للكتّاب والمفكرين الفضل الكبير في الاعلان عنها من خلال نظرياتهم وفلسفتهم وافكارهم وآرائهم التي تبلورت في مولفاتهم العلمية , واذا كانت الديمقراطية هي الهدف والحرية والمساواة وسيلة فان كل القوى السياسية التي ساهمت في عمليات التغيير قد استوحت وباشكال مختلفة الديمقراطية والليبرالية التي نشات في اوربا الغربية وتبلورت فيها وبمفكريها اشتهرت وعلى ارضها طبّقت بصيغ وانماط مختلفة وبتجارب متعددة ابتداءاً من عهد اليونان مروراً بعصر النهضة الاوربية وصولا الى الثورة الصناعية حتى استقرت في عصر الثورة العلمية والتكنولوجية , وسوف تظل الديمقراطية الغربية المثل الاعلى الذي يقتدى به والهدف الذي تسعى جميع المجتمعات للوصول اليه , ومن جهة اخرى فان الديمقراطية الليبرالية تعني حرية التعبير عن الآراء , لذلك يستلزم فصل الدين عن الدولة بما يسمح بحرية التعبير بلا قيود دينية ، اذ بدون هذه الحرية لا يمكن للسياسيين والمفكرين والعلمانيين ان يعبروا عن آرائهم مما يخل بمبدا الحرية الاساسية , ونظرا لهذه الاهمية فسوف نطرحها تحت عنوان الديمقراطية والليبرالية والعلمانية في الفكر الغربي.