السياق و اللفظ عند التراثيين علماء الاصول انموذجا

نالت ظاهرة السياق اهمية كبيرة لدى العديد من العلماء العرب على اختلاف توجهاتهم العلمية و المذهبية، لانه يسهم في بيان المعنى الذي يحتويه اي خطاب سواء كان الخطاب لغويا، او نقديا ادبيا، او شرعيا...، و قد ارتبط السياق لدى علماء الغرب بما يعرف بالبراغماتيةاو التداولية، لكن ما يهمنا في هذا البحث هو السياق واللفظ واهميتهما عند العرب عامة والاصوليين خاصة، لانهم اولوا عناية بالغة لهما، لان الخطاب القرآني يحتوي على مفاهيم عقائدية و احكام شرعية لابد من استنباطهما استنباطا صحيحا، يقوم على اسس علمية متينة، بعيدة عن التاويل الفاسد او البعيد او التاويل بالراي، وهذا ما نجده في اهتمامهم بالمناسبة التي وردت فيها الآيات، ومن هنا جعلوا العلاقة بين اللفظ والسياق علاقة تداخل فهما وجهان لعملة واحدة و المتمثلة في تحقيق المعنى الصحيح او القصد الذي يريده المخاطب.