مشاهدات عبد العلي خان اديب الملك لمسجدي الكوفة والسهلة عام ١٨٥٦ م

حتى عدت وسيلة للتعارف والتقارب بين الدول والمجتمعات الاسلامية في العهود الحديثة , وعلى سبيل التمثيل لا الحصر بين الدولة العثمانية العراق والدولة القاچارية ايران , زد على ذلك احدى وسائل الاتصال الحضاري والثقافي بين الدول , وحقيقة شكل هذا الدافع الاول في اختيار البحث , على حين عدت زيارة الساسي الايراني عبد العلي خان اديب الملك لمدينة الكوفة ومسجدي الكوفة و السهلة وتدوين مشاهداته , احدى الموارد الرئيسة للباحثين والمهتمين في تاريخ المسجدين , لانها تسعى لاستجلائهم واطلاعهم على واقعهما وحالهما في غضون منتصف القرن التاسع عشر الميلادي , ومثل هذا الدافع الثاني في اختيار البحث. تلمس الباحثان من زيارة الساسي الايراني عبد العلي خان اديب الملك خلال منتصف القرن التاسع عشر الميلادي لمسجدي الكوفة و السهلة في مدينة الكوفة المقدسة حقبة السيطرة العثمانية , اهمية بالغة في القضاء على الآفات التي ابتليت بها الدولتين العثمانية – القاچارية على ممر العصور , الا وهي الخلافات الدينية والمذهبية ,فجاءت هذه الزيارة لتمحو الصفحة السوداء المدونة بينهما في العهود الغابرة , وخلق حالة من التعايش السلمي وارساء السلام , وصناعة حالة من التفاهم والتقريب بين المذاهب الاسلامية , الامر الذي انعكس بدوره على اوضاع مدن العتبات المقدسة في العراق , كانتظام زيارة الايرانيين لها ... وغيرها .