اختلاف اوزان جموع التكسير في المخصص لابن سيدة (ت 458 هـ) الجزء الثالث / دراسة صرفية دلالية

انّ الغاية من هذا البحث هو تاكيد حقيقة لغوية مفادها انّ اللغة العربية لغة حرّة ولسان ناطق بلا قيود، ومع ذلك فانّها تخضع لضوابط قياسية على المستوى النحوي والصرفي والصوتي والدلالي وهذا ما انمازت به، فعلى الرغم من هذه الضوابط تفرعت مفرداتها وتنوعت حتى تجاوزت كلّ الحدود التي تحدّها عن هذه الديباجة اللغوية التي ترفض الحواجز، وخير دليل على ذلك التباين الصرفي الذي انمازت به صور جموع التكسير في معجم (المخصص) لابن سيدة المتوفى (458 هـ) – الجزء الثالث- الذي لا نكاد نجد فيه صورة جمع مفردة للفظ المفرد، فقد وجدنا تنوعاً جمعياً يتراوح بين الثلاث صور والاربع فما فوق، ولم يكن هذا التنوع اعتباطياً بل جاء وفقاً للدلالة العامة التي يتقبلها اللفظ ويستلطفها العقل، ولعلّ هذا هو السّر في التفرد الذي لمسناه في (المخصص) عن باقي المعجمات اللغوية التي تورد اللفظ اقتصاراً على الاستطراد اللغوي، فقد اعتمد ابن سيدة في بيان صور جموع التكسير المتباينة صرفياً على امكانية حصرها في حقل دلالي واحد، وكيف لا وهو القائل: ((فاشربت نفسي عن ذلك الى ان اجمع كتاباً مشتملاً على جميع ما سقط اليّ من اللغة الا ما لا بال به ... حتى صار كالفصل الذي تتباين به الانواع من تحت الجنس))