چكيده فارسي :
يُعد الامن قضية كبرى وهاجساً يشغل المجتمع الانساني المعاصر ، ويطغى على اهتماماته اذ تسعى الدول جاهدة لوضع ترتيبات واجراءات ظاهرة وخفية، وتخصص موارد ضخمة وجهودا وطاقات هائلة من اجل تحقيق الامن . ان الدول، وعبر تاريخها الطويل ، تمر بمجموعة من الاحداث المختلفة ،ولحظات تتفاعل فيها الاحداث لتنتج حلا لواحدة او اكثر من القضايا ذات المساس المباشر بامن الانسان وحفظ كيانه من اي تهديد خارجيا كان ام داخليا، وبما ان التحديات الامنية لم تعد حبيسة المخاطر الداخلية للدول ، فانها امتدت لتكتسب صفة العالمية ولتترك اثارها المتنوعة والمتعددة في الدائرة الاولى (الدولة ذات السيادة) والدائرة الثانية (النظام والتنظيم الاقليمي في مناطق العالم المختلفة) والدائرة الثالثة (الدائرة العالمية). ونتيجة لازالة الحواجز التي كانت قائمة في القرن العشرين اصبحت هذه الدوائر الثلاثة مترابطة مع بعضها، وبذلك سيكون لها تداعيات سلبية واخرى ايجابية على الامن الدولي. ولان العراق اليوم هو اكثر امم الارض تعرضا للعدوان ، لما يمتلكه من مقومات عديدة منها ( جغرافية واقتصادية واجتماعية وثقافية وغيرها ....) فان الحديث عن الامن الوطني ، يطرح نفسه بشكل اكثر الحاحآ واكثر ضرورة من ذي قبل ، بسبب ان العراق تعرض لعملية تغيير كبيرة ناتجة عن احتلال قادته الولايات المتحدة الامريكية عام 2003 ادت الى فقدان العراق لامنه الوطني .