چكيده فارسي :
يعرّف اللسانيون السياق الاجتماعي بانه: مجموعة الظروف الاجتماعية الممكن اخذها بعين الاعتبار لدراسة العلاقات الموجودة بين السلوك الاجتماعي والسلوك اللغوي.. واحيانا يوسم بالسياق الاجتماعي للاستعمال اللغوي، ونقول ايضا السياق المقامي او سياق المقام ؛ وهو المعطيات التي يشترك فيها المرسل والمستقبل حول المقام الثقافي والنفسي، والتجارب المشتركة بينهما والمعارف الخاصة بكل منهما Jean dubois et autres dictionnaire de linguistique, p 120 ويقر اكثر الللسانيين وعلماء الدلالة بعدم امكان الفصل التام بين المعطيات اللغوية الخالصة والمعطيات غير اللغوية التي تتصل بها، ويتعلق بها المعنى، فهذه المعطيات -غير اللغوية الخالصة- هي في مجموعها تشكل سياق الحال او المقام. وهذا يجعل السياق يمتد في مفهومه ليشمل كل الظروف غير اللغوية التي يمكن ان تتحكم في انتاج نص ما وفهمه، ولا شك ان من اهم الوسائل غير اللغوية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالجانب اللغوي، عامل الثقافة التي تشكل نتيجة رويتنا للحياة الى حد ما. حيث «ان جزءا من صعوبة ربط اللغة بالعالم الخارجي قد ينشا من حقيقة ان الطريقة التي نرى بها الحياة تعتمد -الى حد ما- على اللغة التي نستخدمها، ومن هنا كان السياق الاجتماعي من الاسس التي لا مناص من اعتمادها في تحليل الخطابات وتاويل النصوص لفهم محتواها وإدراك دلالاتها الحقيقية. وتعد الكناية الصق الوان التخييل بالسياق الاجتماعي والثقافي، وهي تختلف عن الاستعارة في كون القرينة في الكناية غير واضحة تماما، ويمكن للسامع حملها على حقيقتها، مما يحتم النظر اليها من خلال استعمالاتها وما تدل عليه من قبل مستعمليها. ومن شان هذه الخصوصية التي للكناية ان توكد طبيعتها التخييلية؛ من حيث هي عدول عن افادة المعنى المراد مباشرة، الى افادته عن طريق لازم من لوازمه، حيث يكون على المتلقي ان يقوم بحركة عكسية ينتقل خلالها من المعنى الحرفي (المذكور) الى المعنى المراد (المتروك).