التّعليل النّحوي عند ابن جنيّ

يعدّ القرن الرّابع الهجري ازهر عصور الابتكار في تاليف اللغة و النّحو ، ذلك لانّ آفاق الحياة العلمية اتّسعت كثيرًا ،ونشطت الدّراسات اللغوية نشاطا لا نظير له بالعاصمة بغداد قاعدة الدولة الاسلامية، وفي هذا العصر وصل التعليل النحوي الى اوجّ مراحل ازدهاره، ونضوجه، ومن بين العلماء الذين اهتمّوا بهذه المسالة العالم الفذ ابو الفتح عثمان بن جني. ونحن في هذا البحث سنحاول ان نتناول بعض القضايا المهمة المرتبطة بالتعليل عنده، نحو قضية تصنيفه للعلل النّحوية، وبيان موقفه من العلل الثواني،مستهلّين هذا البحث بالحديث عن تعريف التعليل.التعليل في اللغة: سقيّ بعد سقي، وجنيّ الثمرة مرّة بعد اخرى، والعلّة المرض، علّ واعتلّ ايْ مرِض، فهو عليل، والعلّة الحدث: يشغل صاحبه عن حاجته كانّ العلّة صارت شغلاّ ثانيا منعه شغله الاول1.امّا في الاصطلاح: فالعلّة النحويّة هي الوصف الذي يكون مظنّة وجه الحكمة في اتخاذ الالحكم ، او بعبارة اوضح هي الامر الذي يزعم النحويّون انّ العرب لاحظته حين اختارت في كلامها وجها معينًا من التعبير والصياغة2.