فتح بلاد المغرب و تنظيمها زمن عبد الملك بن مروان (73 ه /692 م - 85 ه /704 م)

يتناول البحث حقبة مهمة من تاريخ بلاد المغرب في العصر الاموي، ويظهر جليا - ذلك في جهود عبد الملك بن مروان الجبارة؛ لاعادة بلاد المغرب الى حظيرة الدولة الاموية، وجهود القائد الفذ (حسان بن النعمان الازدي) نيابة عن عبد الملك مدعومة منه؛ لاستكمال السيطرة على بلاد المغرب وتنظيمها، وحلل البحث ما تعرض له من صعوبات في عملية الفتح، ومخاطر اعترضت جيوش الدولة في اثناء العمليات العسكرية التي قام بها القائد، وابرز الاسباب والدوافع التي اعتمدها عبد الملك بن مروان لاختيار حسان بن النعمان لقيادة جيوشه؛ لاسترجاع بلاد المغرب التي تمردت عليه، واعادة تنظيمها .واجمل البحث العمليات العسكرية التي قام بها القائد، فقد تقدم حسان نحو بلاد المغرب، وهزم الروم، وفتح قرطاجنة، ثم سار الى محاربة (الكاهنة التي اجتمعت لديها حشود كبيرة من البربر في جبال الاوراس، وكانت النتيجة هزيمة حسان في المعركة الاولى، لكنه لم يستسلم، وطلب المدد من عبد الملك بن مروان، وتمكن - اخيرا - من هزيمة الكاهنة وقتلها في المعركة الثانية، وبذلك، انتهت المقاومة، وسيطر على بلاد المغرب، وتفرغ – بعدها - لتنظيم بلاد المغرب ، فقد قسمها الى نواح ادارية عدة؛ ليسهل السيطرة عليها، واقام على كل ناحية منها عمالا يتولون امور الخراج والزكاة فيها، وغالبا ما كانوا من سكان المنطقة.وجال هذا البحث - تحلي - في سياسة حسان بن النعمان الموسومة بالتسامح لجميع سكان المغرب دون تمييز لعرق او دين. وفي جهوده المنظمة من اجل نشر الدين الاسلامي في بلاد المغرب، وتعريب قبائل البربر ضمن خطة مدروسة، وكان قد ساوى - معاملة - بين من اسلم من البرير مع العرب؛ مما ادى ذلك، الى استقرار الاوضاع السياسية، واعلان الولاء للدولة الاموية، وجعل القائد حسان شخصية محببة لدى سكان المغرب.