تجليات الشخصية في الشعر العباسيّ ... دعبل الخزاعي انموذجاً

تنوعت الدراسات التي تناولت الشخصية بالدرس والتحليل، فكانت المحصلة التعدد في وجهات النظر والتباين المستند الى اختلاف المرجعيات النقدية، فمن المقاربات السيكولوجية والواقعية الى المناهج البنيوية والسيميولوجية، انتقلت الشخصية من مدارها الانسانيّ الى مرحلة الكائن الورقيّ، كما ذكر رولان بارت, ومن الشخص الى الشخصية بحسب تعبير ((ميشيل زرافا))، حيث ينتقل الانسان من الواقع العيانيّ الى الشخصية المتخيلة في الذهن، اي انَّ مفهومها يتجلى من وظيفتها المرجعية لا من سياقها الاسلوبي، وكان المبدع يعبر عن فلسفة خاصة ساكنة خلف الملامح العامة لها, او حين تصويره البطل في النص الادبي المنتج. ولما كان الشعر من اكثر فنون العرب قولاً وعناية بتصوير الانسان في علاقته بالمجتمع؛ لذا تمظهرت فيه الشخصيات بدلالات مضاعفة، تختزل موقف النقاد الحائر بين الصورة الابداعية وبين تصور المبدع الانوي الذي يظهر صورة الشخصية الواقعية، من هنا عمد دعبل الخزاعي الى تقنيات وآليات سردية لاظهار ملامح الشخصية, ورسم صورتها النصية، حتى شكل الحوار والحدث والسمات والصفات عاملاً مساعداً مهماً لاظهار الشخصية, وهي تودي دورها الفاعليّ، فيشعر بها المتلقي, وهي تتحدث, وتعمل, وتمارس وظيفتها بسمات مخصوصة داخل النص.