عنوان مقاله :
رثاء ابن الرومي لابي الحسين يحيى بن عمر بن الحسين بن زيد بن علي- رضي الله عنه
پديد آورندگان :
كامل, اسراء طارق جامعة بغداد - كلية الآداب - قسم اللغة العربية, العراق
چكيده فارسي :
شكل الرثاء موضوعا مهما على مدى عصور الشعر العربي المتلاحقة، ولاسيما العصر العباسي؛ لتعدد الوجوه والجوانب الانسانية التي تضمنها هذا الغرض الشعري الاصيل من جهة، ولانه تجاوز كونه مجرد موقف عاطفي ايجابي من المرثي وسلبي من الناس والحياة من جهة اخرى، فهو شعر يصور بدرجة عالية من الصدق جانباً مهماً من جوانب النفس الانسانية، كاشفاً عن مواضع القوة والضعف فيها، ملامساً في الوقت نفسه بعضاً من مشكلات الوجود الانساني، وقضاياه الكبرى، ولاسيما ما يتعلق منها بسلوكيات المجتمع واخلاقياته، فهو يحتضن قيم الحياة السامية ومعطياتها؛ لذا هو جدير بالبحث والدراسة وشعراوه يستحقون الاهتمام. وقد كان ابن الرومي الذي عاش حياة ملوها الاضطهاد والظلم احد ابرز شعراء هذا الغرض واعلامه، ويبدو ان اغفال قدر هذا الشاعر وقيمته كان هذا الدافع ازاء استئثاره بعناية ودراسة طائفة من الباحثين المحدثين وفي مقدمتهم العقاد الذي افرد له دراسة كاملة حملت عنوان ابن الرومي حياته من شعره، وعبد الحميد جيدة في دراسته الهجاء عند ابن الرومي وسواها من الدراسات التي حاولت استكشاف مكنونات شعر هذا الشاعر على المستويين الفني والموضوعي. وفيما يتعلق بغرض الرثاء، فقد اجمع الدارسون على تميز ابن الرومي فيه، وتمكنه من الالمام بمعطياته، ولاسيما الفنية منها غير ان ما يوخذ على تلك الدراسات اهتمامها بقصائد معينة دون اخرى للشاعر في هذا الشان، ولاسيما تلك التي رثا بها ابناءه دون الالتفات الى قصائد اخرى انشدها الشاعر في شخصيات دينية، واجتماعية كان لها اثر في تغيير سلوكيات المجتمع عن طريق تشخيص عيوبه، والوقوف بوجه الظلم والاضطهاد الذي مارسته السلطة الحاكمة ازاء البعض منهم، ولاسيما الطالبيين الذين عانوا من تهميش السلطة وملاحقتها، ولان ابن الرومي كان شيعي الهوى ومويد لآل علي بن ابي طالب(رضوان الله عليهم)، فقد رثاهم بقصائد جمعت بين حرارة العاطفة وصدقها، ورقي المستوى الفني الذي قدّم من خلاله الشاعر هذه الشخصيات، ولاسيما بطلهم الحسين يحيى بن عمر بن زيد بن علي الذي استباح العباسيين دمه ، فرثاه الشاعر بقصيدة تعد من عيون قصائد الشعر العربي في هذا الشان؛ لما اشتملت عليه من صدق العاطفة، وابداع في تجسيد الصور الشعرية المغلفة بقوالب لفظية حرص الشاعر على اختيار اجزلها وافخمها؛ لتليق بمكانة المرثي وعظمة النهاية التي اختارها لنفسه راغباً لا راهباً في وحدة معنوية بان اثرها في القصيدة التي اشتملت على ما يتجاوز المئة بيت، جسدت روى الشاعر لقضايا الحياة الكبرى المتعلقة بالموت، والحياة ، والزمن، والجزع، والصبر، وهو ما حاولنا دراسته متخذين من المنهجين الفني والاجتماعي سبيلاً للكشف عن مكنونات تلك القصيدة فنياً وموضوعياً.
عنوان نشريه :
الاستاذ للعلوم الانسانية و الاجتماعية