التعايش السلمي للاديان في العصور الاسلامية الوسطى وحاجتنا في الاقتداء بهم في الوقت المعاصر

التعايش الديني والمذهبي والعرقي هو المعيار الاساس لوحدة مكونات الشعوب باختلاف اديانها، ومذاهبها وقومياتها، وتظهر اهميته في ان التناحر والتفرقة والغاء الاخر هو مصدر التخريب والحروب ومن دون التعايش لايمكن للفئات المختلفة الدينية والعرقية العيش معا تحت ظل الدولة الواحدة بسلام وامن وراحة نفسية، ونظرا لما ان كل ما يحدث في العراق وسوريا وغيرهما من الدول العربية من الحرب الداخلية والصراع الطائفي هو نتيجة الانهيار الوحدة الوطنية والتسامح الديني واللجوء الى العنف والتشدد والتطرف بدلا من الحوار وقبول الآخر، اما المسلمون في القرون الاولى فترى انهم تعايشوا فيما بينهم وبين اهل الديانات المختلفة بامن وسلام بدءا من الرسول (ص) وخلفائه الراشدون (1-41 ) ومن جاء بعدهم من الامويين (41- 132ه) والعباسيين (132 - 656ه)، ومن ثم يسلط هذا البحث تحت عنوان التعايش السلمي للاديان في العصور الاسلامية الوسطى وحاجتنا في الاقتداء بهم على اهمية التعايش الديني موضحا ذلك بامثلة من عصر الرسول (ص) و الذين اتوا من بعده من المسلمين ومن ثم حاجتنا في الاقتداء بهم.