ﻤوﻗف ﻗﺒﯿﻠﺔ رﺒﯿﻌﺔ ﻤن اﻻﺤداث اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ﻓﻲ ﻋﻬد ﺨﻼﻓﺔ اﻻﻤﺎم ﻋﻠﻲ ﺒن اﺒﻲ طﺎﻟب ﻋﻠﯿﻪ اﻟﺴﻼم

ﺘﻌد ازﻤﺔ اﻟﺨﻼﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻌرﻀت ﻟﻬﺎ اﻻﻤﺔ اﻻﺴﻼﻤﯿﺔ ﺒﻌد وﻓﺎة اﻟﻨﺒﻲ ﻤﺤﻤد (ﺼﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﻪ واﻟﻪ وﺴﻠم) اﻛﺜر ﻤراﺤل اﻟﺘﺎرﯿﺦ اﻻﺴﻼﻤﻲ ﺨطورة، ﻛﯿف ﻻ وﻫذﻩ اﻻزﻤﺔ ﻛﺎﻨت ﻤﺼدرا ﻻﻛﺜر اﻻﻨﺤراﻓﺎت ﺨطورة ﻓﻲ ﺤﯿﺎة اﻟﻤﺴﻠﻤﯿن واﻟﺘﻲ اﻨﺘﺠت ﻤﺎ ﯿﻤﻛن ان ﯿﻌد اﻟﻤوﺸرات اﻻوﻟﻰ ﻟﺘﺸظﻲ اﻟﻬوﯿﺔ اﻻﺴﻼﻤﯿﺔ، وﻟم ﺘﻛن اﻻﺤداث اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺸﻬدﺘﻬﺎ ﺨﻼﻓﺔ اﻻﻤﺎم ﻋﻠﻲ ﺒن اﺒﻲ طﺎﻟب(ﻋﻠﯿﻪ اﻟﺴﻼم) (٤٠-٣٦ ﻫـ/ ٦٥٦- ٦٦٠م) ﺴوى اﻤﺘداد ﻟﺘﻠك اﻻزﻤﺔ. ﺒوﯿﻊ اﻻﻤﺎم ﻋﻠﻲ ﺒن اﺒﻲ طﺎﻟب (ﻋﻠﯿﻪ اﻟﺴﻼم) ﻟﻠﺨﻼﻓﺔ ﺴﻨﺔ (٣٥ ﻫـ/ ٦٥٥ م) ﺒﺎﻟﻤدﯿﻨﺔ اﻟﻤﻨورة، وﺤﻛم ﺨﻤس ﺴﻨوات وﺜﻼث اﺸﻬر، ﻛﺎﻨت ﻫذﻩ اﻟﻤدة ﻏﺎﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻘﯿد وﻋدم اﻻﺴﺘﻘرار اﻟﺴﯿﺎﺴﻲ، اﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋن ظروف وﺘراﻛﻤﺎت ﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ودﯿﻨﯿﺔ ذات ﻟون ﻋﻘدي ﺘﻌود ﺠذورﻫﺎ اﻟﻰ اﻟﺸطر اﻻﺨﯿر ﻤن ﺤﯿﺎة اﻟرﺴول اﻻﻛرم )ﺼﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﻪ واﻟﻪ وﺴﻠم( وﺼوﻻ اﻟﻰ ازﻤﺔ ﻤﻘﺘل اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ ﻋﺜﻤﺎن ﺒن ﻋﻔﺎن (ﺴﻨﺔ ٣٥ ﻫـ/ ٦٥٥م). وﻗد اﻓرزت ﻫذﻩ اﻟظر وف ﺼراﻋﺎت وﺤرﻛﺎت ﻤﻨﺎﻫﻀﺔ اﻋﻠﻨت اﻟﺨروج ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻓﺔ اﻻﻤﺎم ﻋﻠﻲ )ﻋﻠﯿﻪ اﻟﺴﻼم( وﺘﺒﻨت ﺸﻌﺎرات ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺤرﻛﺘﻬﺎ دواﻓﻊ ﻤﺼﻠﺤﯿﺔ دﻨﯿوﯿﺔ وردود ﻓﻌل اﻨﻔﻌﺎﻟﯿﺔ ﻏﺎﻀﺒﺔ ﺠﺎﻨﺒت اﻟﺼواب. اﻻﻤر اﻟذي ﻓرض ﻤﻘﺎرﻋﺔ ﺘﻠك اﻟﺤرﻛﺎت واﻟﻔﺘن وﻤﺤﺎوﻟﺔ اﺤﺘواء اﺜﺎرﻫﺎ ﻓﻲ ﺒﻨﯿﺔ وﻨﺴﯿﺞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻻﺴﻼﻤﻲ وﺤﺘم ﺨوض ﻤﻌﺎرك ﻀد اوﻟﺌك اﻟﻤﻨﺎوﺌﯿن ﻟﻛﺒﺢ ﺠﻤﺎﺤﻬم، ﻓﻛﺎﻨت وﻗﻌﺔ اﻟﺠﻤل (٣٦ ﻫـ/ ٦٥٦م) وﻤﻌرﻛﺔ ﺼﻔﯿن ﻫـ/ ٦٥٧م( م وﻏﯿرﻫﺎ ﻤن اﻻﺤداث.وﻨظرا ﻟطﺒﯿﻌﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺴﻠم اﻟﻘﺒﻠﯿﺔ، ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤرﺤﻠﺔ اﻟﻤﺒﻛرة ﻤن ﻋﻤر اﻟدوﻟﺔ اﻻﺴﻼﻤﯿﺔ، ﺒﻘﯿت اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ اﺤدى اﻟﻤوﺴﺴﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻤت ﻋﻠﯿﻬﺎ ادارة اﻟدوﻟﺔ اﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺎ وﺴﯿﺎﺴﯿﺎ وﻋﺴﻛرﯿﺎ، ﻤن ﻫذا اﻟﻤﻨطﻠق ﻟم ﺘﻛن اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ ﺒﻤﻌزل ﻋن اﻻﺤداث اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺸﻬدﺘﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻻﺴﻼﻤﯿﺔ ﻓﺎﻀطﻠﻌت اﻟﻛﺜﯿر ﻤن اﻟﻘﺒﺎﺌل ﺒﻤﺴﺎﻫﻤﺎت ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻨزاﻋﺎت اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ﺘﺒﻌﺎ ﻟﻤوﻗف ﻛﺒراﺌﻬﺎ واﺼﺤﺎب اﻟراي ﻓﯿﻬﺎ، طﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻨت اﻟﺴﻤﺔ اﻟﻘﺒﻠﯿﺔ ﻫﻲ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﻔﺘﯿت ﺒﻨﻰ ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻟﺤرﻛﺎت اﻟﺘﻲ ﺤﺎوﻟت ان ﺘﻨﺎل ﻤن اﻻﺴﻼم وﻤﻨظوﻤﺘﻪ اﻟﻘﯿﻤﯿﺔ ﺒﻤﺎ ﻤﺜﻠﺘﻪ ﻤن اﻨﺤراف ﻋن اﻟﺸرﻋﺔ اﻟﻤﺤﻤدﯿﺔ، ﻟذا ﻛﺎن ﻤن اﻟطﺒﯿﻌﻲ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫذا اﻟواﻗﻊ ان ﯿﺤﺎول اﻻﻤﺎم ﻋﻠﻲ ان ﯿﺘﺤرك، ﻓﻲ اﻟﺤروب اﻟﺘﻲ ﺨﺎﻀﻬﺎ ﻀد ﻫذﻩ اﻟﺤرﻛﺎت اﻟﻬداﻤﺔ، ﺘﺠﺎﻩ اﻟﻘﺒﺎﺌل ﻻﺴﯿﻤﺎ ﺘﻠك اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻨت ﻟﻬﺎ ﻤواﻗف ﻤﺸرﻓﺔ ﻓﻲ اﻟدﻋوة اﻻﺴﻼﻤﯿﺔ وﻛﺎن ﻟﻬﺎ دورا ﻓﻲ ﻤﻨﻌﺔ اﻟدوﻟﺔ. ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻻﺴﺎس ﻛﺎﻨت ﻗﺒﺎﺌل رﺒﯿﻌﺔ اﺤدى اﻫم اﻟﻘﺒﺎﺌل اﻟﺘﻲ ﺘوﺠﻬت اﻨظﺎر اﻻﻤﺎم ( ع) صوبها .