دور قبيلة بنو اسد في واقعة الطف ( حبيب بن مظاهر الاسدي انموذجا )

ﻗدم ﻟﻨﺎ اﻟﺘﺎرﯿﺦ اﻻﺴﻼﻤﻲ ﺒﺴﯿر رﺠﺎل رﻓﻌوا ﻟواء اﻟﺤق وداﻓﻌوا ﻋن اﻟدﯿن واﺼﺒﺤوا ﻤﺜﺎﻻً ﻟﻠﺘﻀﺤﯿﺔ، وﻛﺎن اﻻﻤﺎم اﻟﺤﺴﯿن (ﻋﻠﯿﻪ اﻟﺴﻼم ) واﺼﺤﺎﺒﻪ ﻤن اﻋظم اﻟﺼور اﻟﺘﻲ ﻤﺜﻠت اﻟﺠﻬﺎد واﻟﺜورة ﻋﻠﻰ اﻟظﻠم، ﻓﻬﻲ ﻤﺜﺎل ﻟﻠﻘﯿم اﻟﺘﻲ ﻻ ﺘزال آﺜﺎرﻫﺎ ﺒﺎﻗﯿﺔ ﻟﺤد اﻵن، وﻛﺎن اﺤد ﻋﻨﺎﺼر ﻨﺠﺎح اﻟﺜورة اﻟﺤﺴﯿﻨﯿﺔ ﻫو اﻟرﺠﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺼﺎﺤﺒت اﻻﻤﺎم (ﻋﻠﯿﻪ اﻟﺴﻼم) ﻓﻲ ﻤﺴﯿرة اﻟﺠﻬﺎد ﻤﻨذ اﻋﻼن اﻟﺜورة وﺤﺘﻰ ﺴﺎﻋﺔ اﺴﺘﺸﻬﺎدﻫم ﻓﻲ واﻗﻌﺔ اﻟطف ﺒﺎﻟﻛوﻓﺔ. ﻤن ﻫﻨﺎ ﺠﺎء اﺨﺘﯿﺎر ﻤوﻀوع ﺒﺤﺜﻨﺎ اﻟﻤوﺴوم )دور ﻗﺒﯿﻠﺔ ﺒﻨو اﺴد ﻓﻲ واﻗﻌﺔ اﻟطف ﺤﺒﯿب ﺒن ﻤظﺎﻫر اﻻﺴدي اﻨﻤوذﺠ ﺎً( ﻟﯿﻛون ﻤﺜﺎل ﻋن اﺤد اﻟﻘﺒﺎﺌل اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻟرﺠﺎﻻﺘﻬﺎ دوراً ﻛﺒﯿراً ﻓﻲ ﻤﻌﺎرك اﻟﻤﺴﻠﻤﯿن ﻟﻠﺠﻬﺎد ﻻﻋﻼء راﯿﺔ اﻟﺤق ﻤن اول ﻤﻌﺎرك اﻻﻤﺎم ﻋﻠﻲ )ﻋﻠﯿﻪ اﻟﺴﻼم( وﻤن ﺒﻌدﻩ اﻻﻤﺎﻤﯿن اﻟﺤﺴن واﻟﺤﺴﯿن )ﻋﻠﯿﻬم اﻟﺴﻼم(، وﻛﺎن ﺤﺒﯿب ﺒن ﻤظﺎﻫر ﻤن اﺒرز رﺠﺎﻻت اﻟﺜورة اﻟﺤﺴﯿﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯿﻌود ﻨﺴﺒﻪ اﻟﻰ ﻗﺒﯿﻠﺔ ﺒﻨو اﺴد، وﻤواﻗﻔﻪ اﻟﺒطوﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺘوﺤﺎت اﻻﺴﻼﻤﯿﺔ، وﻤوﻗﻔﻪ ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻻﻤﺎم اﻟﺤﺴﯿن (ﻋﻠﯿﻪ اﻟﺴﻼم) ﻓﻲ اﻟﻛوﻓﺔ. ﻟﻘد اﻗﺘﻀت ﻤوﻀوع اﻟﺒﺤث ان ﯿﻨﻘﺴم ﻋﻠﻰ ﻤﻘدﻤﺔ وارﺒﻊ ﻨﻘﺎط، ﺸﻤﻠت اﻟﻤﻘدﻤﺔ ﺘﻌرﯿف ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤورﻓوﻟوﺠﻲ ﻟﻛﻠﻤﺔ اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ وﻤﺎ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻌﺸﯿرة. وﺘطرﻗﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻘطﺔ اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ ﻋن ﻟﻤﺤﺔ ﺘﺎرﯿﺨﯿﺔ ﻤوﺠزة ﻟﻘﺒﯿﻠﺔ ﺒﻨو اﺴد. ﺜم ﺘﻨﺎوﻟﻨﺎ دورﻫم ﻓﻲ اﻻﺴﻼم وﻤﺴﺎﻨداﺘﻬم ﻓﻲ ﻤﻌﺎرك اﻟﻤﺴﻠﻤﯿن وﻫذا ﻤﺎ ﻛﺎﻨت ﻋﻠﯿﻪ اﻟﻨﻘطﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ. وﻛرﺴﻨﺎ اﻟﻨﻘطﺔ اﻟراﺒﻌﺔ ﻋن ﺤﺒﯿب ﺒن ﻤظﺎﻫر اﻻﺴدي ﺒﺴﯿرة ﻤوﺠزة ﻋن ﺤﯿﺎﺘﻪ ودورﻩ ﻓﻲ واﻗﻌﺔ اﻟطف وﻤﺴﺎﻨدﺘﻪ ودﻓﺎﻋﻪ ﻋن اﻻﻤﺎم اﻟﺤﺴﯿن )ﻋﻠﯿﻪ اﻟﺴﻼم(. وﻗد اﻋﺘﻤدت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻤﻠﺨص ﻋﻠﻰ ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤراﺠﻊ ﻟﺘﻲ اﻏﻨت ﻫذﻩ اﻻوراق ﺒﺎﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻟﻘﯿﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺨص اﻟﻤوﻀوع ﻤﻨﻬﺎ: 1- ﻟوط ﺒن ﯿﺤﯿﻰ اﺒو ﻤﺨﻨف اﻻﺴدي ( ت١٥٧ﻫـ/٧٧٣ ) اﻟﺠﻤل وﺼﻔﯿن واﻟﻨﻬروان، ﺘﺤﻘﯿق: ﺤﺴن اﺤﻤد اﻟﺴﻨﯿد، ط ( د. م: ﻤوﺴﺴﺔ دار اﻻﺴﻼم ﻟﻠطﺒﺎﻋﺔ، ٢٠٠٢ ) ﻤﻘﺘل اﻟﺤﺴﯿن (ﻋﻠﯿﻪ اﻟﺴﻼم) ، ﺘﺤﻘﯿق: ﺤﺴﯿن اﻟﻐﻔﺎري، ط ( ﻗم: اﻟﻤطﺒﻌﺔ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ﻟﻠطﺒﺎﻋﺔ، د. ت )