التعدُّدِيّةُ الثقافيّةُ في روايةِ عراقيٌّ في باريس لصموئيل شمعون

بناء على اهمية دراسة تعدد الثقافات ودينامية الهويات التي تنشا للمجموعاتي والاقليات العرقية والمهاجرين، وقد تجد مشقة وعناء في الانسجام مع الثقافة التي وجدوا انفسهم فيها ، فقد كونت ثقافة مميزة على مستوى الهوية الثقافية تبتغي منها خلق هوية هجينة، حيث نجد الهوية في هذه الثقافة بمنزلة مشروع غير مكتمل بل هي سيرورة متنامية باستمرار .ولقد اتكات رواية عراقي في باريس على هذه الهجنة وعلى روح العصر الذي يرفض المرجعية الاحادية، اذ استولد سردها نصة معادية للاستبداد الثقافي الذي يامر بالصوت الواحد رافضة المتعدد ويريد ان لا ننسى اننا لا نعرف انفسنا اذا ما عرفنا غيرنا ومعرفة الغير واستيعاب الآخرين المختلفين هو مسعى ناجح لتحقيق الهوية عبر التمايزات. ومن ثم قد نجد انماطة مختلفة من الهوية لدى الشخصية المحورية في هذه الرواية، وهي انماط قد يصل الاختلاف بينها الى حد التناقض ، ولكنها تباينات توفر فرصة وامكانات ثقافية وحضارية متنوعة وغنية. والامكانات هذه لاحظها النقاد ما بعد الكولونياليين الذين تعاملوا مع آداب تتسم بالتهجين، اذ انها تمضت عن ثقافات مزدوجة ومتعددة.