من مقاصد السياحة في ضوء القرآن الكريم: التدبر و اعمال العقل

يزخر القرآن الكريم بالعديد من الآيات التي تخاطب الانسان داعية اياه بصورة خاصة الى استخدام عقله والى السير في الارض والنظر في الآفاق والتدير فيما يتبدى فيهما من ظواهر كونية طبيعية وانسانية واجتماعية، وذلك من اجل فهم تلك الظواهر بالوقف على ادراك اسبابها وعلاقاتها وآثارها ومن ثم ادراك ما تنطوي عليه من حكمة وما توديه من وظائف في الوجود. واذا كان ذلك قد يتخذ صورة البحث العلمي المنهجي على ايدي العلماء المتخصصين الذين يدرسون تلك الظاهر المختلفة في مختلف ابعادها، فانه لا يعني عام الناس ممن ليس مهارات العلماء المتخصصين ليس حظ من هذه الدعوة القرآنية، بل لكل شخص حسب وضعه وقدراته ان يحقق شيئا من ذلك. وفي هذا الاطار ياتي هذا البحث الذي يسعى للنظر من منظور قرآني في موضوع السياحة التي اصبحت صناعة اجتماعية واقتصادية مهمة في الكثير من بلدان العالم ذات آثار كبيرة اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، ليس فقط بالنسبة للبلدان المستضيفة للسياح بل لهم ومجتمعاتهم. ولما كانت السياحة سفرا وحركة من بلد الموطن الى غيره من بلدان العالم، فا ا ليست مجرد نشاط للترويح عن النفس يقوم به المنخرطون فيها، بل ا ا تعني الاختلاط باهل تلك البلدان والاطلاع على احوالهم وبيئا م والتعرف على ثقافا م وتقاليدهم. ومن ثم فالسياحة تحقق مقاصد مهمة في حياة الافراد والشعوب بفعل ما يحصل عن طريقها من تفاعل بين البشر، الامر الذي يثري التجربة الانسانية بصور مختلفة للاطراف المنخرطة مباشرة او غير مباشرة. وهذا ما يجعلها موضوعًا جديرًا بالبحث والنظر في ضوء دعوة القرآن الآنفة الذكر.