خُطَبُ الحجَّاج بن يوسف الثَّقفيِّ الوعظيَّة: دراسةٌ في ضوء نظريَّة الاتِّصال الادبيِّ

اشتُهر الحجاج بن يوسف الثقفي (ت95هـ) بخطابته السياسية كما كان اشتُهر بسطوته وشدَّة حُكمه وحدَّة مزاجه, وقد اهتم تاريخ الاسلام السياسي بعامة وتاريخ بني امية بخاصة بخطبه السياسية كثيرًا, لكن الاهتمام ببلاغة خُطَبِِهِ الوعظية رغم اهميتها التي لا تقلُّ عن اهمية خُطَبِهِ السياسية من منظور تاريخي واجتماعي وديني ونفسي وادبي, ومن ثم اختيرت هذه الخطب الوعظية موضوعًا لهذا البحث, ودُرست في ضوء نظرية الاتصال الادبي؛ اذ انها تُعدُّ اشمل نظرية ادبية نسبيًّا؛ لانها تهتمُّ بالمبدع والنَّصِّ والمتلقي على حدٍّ سواء. وقد قُسِّم البحث الى خمسة محاور وفق نظرية الاتصال الادبي؛ بداية بالمبدع والروية التكوينية، ومرورًا بالنص والخاصية النوعية، والوسيلة الاتصالية، والمتلقي واستراتيجية القراءة، وانتهاءً بالارتداد العكسي. اما اهم النتائج التي توصَّل اليها الباحث فمنها ان خُطَبَ الحجَّاج الوعظية مليئة بالعاطفة الدينية الجياشة، والروحية الاسلامية الخالصة, كما انها تُمثِّل اعلى درجات المستوى البلاغي في فنِّ الخطابة, ومن المُتوقَّع ان هذا البحث سيفيد منه الباحثون والدارسون الذين يشغلون انفسهم في مضمار الخطابة, ولا سيما الخطابة الدينية في عصر بني امية.