حفظ الامن والنظام العام من منظور مقاصد الشريعة الاسلامية التعاون الدولي انموذجا

التعاون والتسامح والتعايش السلمي بين الشعوب قيمٌ ضرورية يتوقف عليها تحقيق السلام والامن الدوليين؛ لان البشر مُتَّحدون في اصل الخلق، متساوون في التكريم الالهي للجنس الانساني بعامة، مع الاقرار بتنوُّع معتقداتهم الدينية، ومشاربهم الفكرية، وخلفياتهم العِرقية واللغوية، والوان الطيف السياسي التي ينتمون اليها، ومن مقاصد الشرع الحنيف اجتماع البشر كلهم فيما يُحقِّق لهم مصلحة، او يجلب لهم منفعة, والمسلمون اولى من غيرهم بنشر السلام وتحقيق الامن في ربوع الارض من خلال الوسائل المتاحة، والعلاقات الدبلوماسية بين الحكومات, او المنظمات الدولية، او المنظمات غير الحكومية، او شعوب الارض جميعًا؛ فالمسلم في اثناء تعاونه مع غيره من بني البشر فيما فيه مصلحة الجميع؛ انما يفعل ذلك لداعٍ ديني، فهو يتعبد الله بذلك، ويرى في التعاون قيمة في ذاته، ومقصدًا من مقاصد الشريعة الاسلامية؛ اذ ان لهذا ارتباطًا وثيقًا بمقصد حفظ الامن والنظام العام, وتُبين هذه المقالة عن المنظور الاسلامي للتعاون الانساني الذي تتمثَّله الشعوب المتسامحة في سعيها الى تحقيق السلام والامن الدوليين, ومن الاهداف التي يتوخى الباحث التوصل اليها بيان اهمية التعاون الانساني من خلال استقراء النصوص القرآنية او الحديثية ذات الصلة بالموضوع، وتحليلها, وربط اجزائها، ومن ثم تطبيقاتها في الواقع المعاش، وتحليل مجالات التعاون؛ اذ سيتبع الباحث في ذلك: المنهج التحليلي الاستقرائي، والمنهج التاريخي الاستردادي، اضافة الى المنهج المقارن.