قضايا التعايش بين المسلمين وغيرهم في الواقع الاجتماعي والسياسي المعاصر: دراسة فقهية تاصيلية في ضوء مقاصد الشريعة

قضايا التعايش بين اتباع الاديان او ما يصطلح عليه حاليًّا بـفقه التعايش لا يزال جديدًا في الدراسات الفقهية المعاصرة، ومع ذلك فان التاريخ الاسلامي قد اثبت مدى انشغال الاسلام والمسلمين بـالآخر، وتضمنت الشريعة الاسلامية اصولاً وقواعد للعلاقات والعيش المشترك بين المسلمين وغيرهم، وقد بحث الفقهاء في احكام العلاقة مع غير المسلمين في كثير من الابواب الفقهية بدءًا من باب الطهارة الى احكام عتق رقبة. وفي هذه الدراسة سيتناول الباحث دور الاجتهاد المقاصدي في معالجة قضايا التعامل مع غير المسلمين في ضوء الواقع السياسي والاجتماعي المعاصر، مستخدمًا المنهج الاستقرائي والتحليلي النقدي من منظور الاجتهاد المقاصدي، وذلك في شقين: شق نظري تاصيلي يقوم فيه الباحث بتوضيح الاساس الفكري لمفهوم التعايش في المنظور الاسلامي من حيث الاصول الكلية والمبادئ العامة التي يقوم عليها ومن حيث القيم العليا التي توجه مساره، وذلك كله في اطار منظومة مقاصد الشريعة، اما الشق الثاني فالسعي لتنزيل ما سيتم تاصيله في الجانب النظري في ابعاده السياسية والاجتماعية لبيان الصور العملية التي يمكن ان يتحقق بها التعايش بين المسلمين وغيرهم وهم يعيشون تحت النظام السياسي والواقع الاجتماعي غير النظام الذي يعيش فيه الفقهاء القدامى. والهدف من هذه الدراسة معرفة الاصول العامة لفقه التعايش بين المسلمين وغيرهم ومعالمه، وضوابطه، ومرتكزاته، ولاثبات صلاحية الشريعة الاسلامية في مواكبة الظروف الراهنة في المجال السياسي والاجتماعي في ظل النظام العالمي الجديد.