الابتداء والتخلص والانتهاء في كتاب حسن التوسل الى صناعة الترسل لشهاب الدين الحلبي (725هـ) روية نقدية بلاغية

لقد تميزت اللغة العربية عن كثير من اللغات الاخرى، من حيث وفرة الاساليب البيانية ودقتها ووضوح دلالتها، وتنوع طرائق التعبير فيها. وقد وقف البحث عند احد الفنون النقدية المهمة والتي تشكلت من اسس واركان الشعر والنثر على حد سواء وهي (الابتداء والتخلص والانتهاء)، وتتسم هذه الفنون بانها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً حتى لا تكاد تنفصل عن بعضها البعض واذا حدث هذا الانفصال احدث خللاً او نقصاً في الكلام فلا يتم معناه؛ فكان للترابط الوظيفي بين هذه الفنون سبب اساسي لدراستها مجتمعة معاً. ويمكن القول ان التخلص هوان يقطع الشاعر كلامه الذي فيه ويستانف كلاماً آخر غيره من مديح او هجاء او غير ذلك ولايكون للثاني علاقة بالاول ، ولقد ضمن البحث آراء النقاد والبلاغيين على مدى ثمانية قرون هجرية، تم بحثها على وفق المنهج التاريخي الوصفي المتشكل بالنظرات النقدية في كتاب ((حسن التوسل الى صناعة الترسل)) لـ(شهاب الدين الحلبي) (ت725هـ)، وتم اختيار الكتاب من بين كتب القرن الثامن الهجري كونه يمثل وثيقة مهمة لكثير من الفنون النقدية والبلاغية، وهو معرض جيد للآراء النقدية والبلاغية للكتب الذي سبقته في هذا الميدان، واعتمد البحث في منهجه على محورين:تناولُ الْاول: المعنى اللغوي والاصطلحي لكل فن من هذه الفنون.وتعقـبُ الثـاني: تطـور هـذه الفنـون علـى وفـق المـنهج التـاريخي الوصـفي، حيـث قـدم البحـث الآراء التـي عرضـها الحلبـي بشـان (الابتـداءوالتخلص والانتهاء) والتعقيب عليها بقدر من الروية النقدية المحضة. وهـدفت الدراسـة ايضـا الـى حصـر الآراء النقديـة المتعلقـة بفنـون (الابتـداء والـتخلص والانتهـاء) وياخـذ اهـم مـا حصـل فيهـا مـن قصور في المصطلح والدلالة.واختتم البحث بخاتمة ضمت افكار البحث الرئيسية واهم النتائج التي توصلت اليها.