النّساء المسلمات في المجتمعات الغربية: التغيرات المعاصرة في السمات الدعوية

يتناول هذا البحث النساء المسلمات في المجتمعات الغربية كفئة دعوية تحمل خصائص وسمات مميزة, وتتمثل مشكلة البحث في دراسة التغيرات الحاصلة في السمات الدعوية للمسلمات في المجتمعات الغربية, والتعرف على الاسباب التي تدفع النساء في المجتمعات الغربية لاعتناق الاسلام في الوقت الحاضر, ويهدف البحث الى تحقيق عدد من الاهداف منها: التعرف على الخصائص والسمات الدعوية الشخصية والاجتماعية للنساء المسلمات في المجتمعات الغربية, ودراسة التغير الذي طرا على هذه الخصائص مقارنة بالاجيال السابقة من المسلمات في تلك المجتمعات, والتركيز على اهمية استيعاب هذه التغيرات من قبل الدعاة وتوظيفها في تطوير المناهج والاساليب الدعوية الموجهة لتلك الشريحة من المدعوات. وقد توصل البحث الى مجموعة من النتائج والتوصيات, منها ان النساء المسلمات في المجتمعات الغربية, والنساء الغربيات الباحثات عن الاسلام تمثل شريحة دعوية مستقلة تستدعي الاهتمام بها وتخصيص البرامج المناسبة لها, كما يجب على الجهود الدعوية ملاحظة الخصائص الثقافية والاجتماعية لهذه الشريحة وسماتها الدعوية, ورغبتها في الاندماج في المجتمع الغربي مع الاحتفاظ بالهوية الاسلامية في الوقت ذاته. حيث ان هناك عددا من الاهتمامات المعاصرة للمراة في المجتمعات الغربية التي يمكن للدعاة طرحها من وجهة النظر الاسلامية, اضافة الى التاكيد على الاستمرار في ايصال الصورةالصحيحة عن الدين الاسلامي للنساء في المجتمعات الغربية, ولا سيما في مجال تعاليم الاسلام حول الاسرة وبر الوالدين وصلة الارحام والتكافل الاجتماعي, وهو موضوع يسترعي انتباه النساء في المجتمعات الغربية بصفة عامة, في ظل ما يشهده المجتمع الغربي من انقطاع اواصر القرابة وتضاول احجام الاسر وتفككها. ومن الضروري جدا في هذا المجال ان يختلف المنهج الدعوي المستخدم لمخاطبة المراة المسلمة في الغرب التي كانت في الماضي ربة منزل على قدر متواضع من التعليم تعيش في غربة عن الدار والاهل, عن المنهج الدعوي المستخدم لمخاطبة المراة المسلمة في الغرب اليوم, تلك المراة المتعلمة التي تعيش في وطنها وتتمتع بكافة الحقوق وعليها كافة الواجبات المترتبة على الحياة في هذا الوطن, فتوجيه المزيد من الاهتمام والتخطيط السليم للجهود الدعوية التي تستهدف النساء المسلمات في المجتمعات الغربية من شانه ان يحدث تغييرا كبيرا في مسار الدعوة الاسلامية من جهة, وفي حياة هولاء النساء من جهة, فيقوى ارتباطهم بالدين الحنيف الذي اختاروا, ويكونوا بدورهم داعيات للحق في مجتمعاتهم واوطانهم.