الاطناب البلاغي «قراءة اخرى»

ان فن الاطناب - شانه شان كثير من المباحث البلاغية - يحتاج الى تانّ في التفكير واعادة القراءة؛ فلقد اهتمّ البلاغيون القدماء في كثير من مباحث البلاغة العربية بالمصطلحات والتقسيمات والاشكال والوجوه حتى تداخلت هذه المسميات فيما بينها، وكثيرا ما اختلطت وتشابكت. وفي غمار هذه الكثرة من المصطلحات والتقسيمات تكثر الشواهد التي نراها قد جلبت جلبا، حتى ان الشاهد الواحد نجده يصلح لاكثر من مصطلح، ويصبح حينئذ من الصعب على الدارس كثيرا التفريق فيما بينها، حتى اختفت الروية الابداعية لهذه الفنون، وضعف حظ الدلالة من ورائها من ناحية اخرى. من هذا المنطلق كان الدافع نحو اعادة قراءة هذا الفن البلاغي - الاطناب - الذي يعدّ بابا بلاغيا قديما قدم الايجاز، وارتبط به ارتباط العضو بالعضو، يجتمعان ليكوّنا هيئة ادبية سوية البنية والملامح. انني اطمع ان تكون هذه الدراسة بديلا عن هذا الخلط المندرج تحت هذا الفن الاصيل في بلاغتنا العربية، دراسة تعيد لهذا الفن اسهامه الثريّ في بلاغة النصّ، وتغني مشاركة المتلقي في ابداعه بعدما ابدعه صاحبه اولا.