قسوه الغربه والحنين الي الوطن في شعر بعض من شعرا المهجر المختارين

لو القينا نظرهً علي الماضي البعيد لوجدنا ان نزعه الاغتراب كانت مستشريه في النفوس منذ القدم، وهي تُروي المغامراتِ الطريفهَ التي كانوا يقومون بها المهاجرون لكي يشفوا غليلهم المتعطش الي اقتحام المجهول. والمهاجره امرٌ طبيعيٌ بين البشر عرفتها اقدم الشعوب، وذلك يوم اراد الانسان الانتقال من مقرٍّ الي آخر سعياً ورا المادّه والغذا ؛ علي سبيل المثال لقد اعتاد اللبنانيون علي المهاجره ومغادره البلاد؛ اذ لديهم حبّ الاسفار والميل الي الابحار والاتجار، بينما تدرّبوا وهم في بلادهم علي مخالطه الشعوب الغربيه. فخلفيه الهجره في لبنان من جهه، والقضايا السايده والمسيطره علي الدول العربيه في ظروفها الاجتماعيه والسياسيه وخاصه في اوايل القرن العشرين من جهه اخري، سبّبت هجره شمل من الادبا اللبنانيين الفحول الي الغرب. وهذا التيار شكل واضاف فرعا الي فروع الادب العربي الموسوم بـ«الادب المهجري». فكان هذا الادب اما من حيث المضامين واما من حيث الخصايص الفنيه متميزه عن الادب العربي آنذاك. فقام هذا البحث في اطار المنهج الوصفي- التحليلي بدراسه اشعار بعض الشعرا المهجريين، وتوصّل الي نتايج اهمّها: اولاً: كانت القضايا السياسيه والاقتصاديه والدينيه من اهمّ اسباب الهجره من وجهه نظر هولا الشعرا . ثانياً: لم تتحقّق الهجره امنيات هولا الشعرا قطّ، بل شكل مشاعر الحزن والياس والاحباط لديهم.