المعجم الشعري عند يحيى السماوي ديوان نقوش على جذع نخلة نموذجاً

لاشك ان المعجم الشعري لدى كل شاعر يتكوّن من المفردات التي تختزن في فكره، و هي محملة بدلالات نفسية خاصة. ولكل شاعر معجم خاص به يمتاز شعره عن الشعراء الآخرين ويحكم له او عليه. وبهذا المعجم يمكن تحديد هوية الشاعر وبيان علاقته بما حوله؛ وذلك لنوعية الالفاظ والكلمات المختارة وكيفية توزيعها في القصيدة والموضع الذي تدور حوله الفكرة. من الشعراء الذين عاشوا محنة العراق في القرن الحاضر وشهدوا متغيراتها ومن ثم صاغوا بعض جوانبها شعرا، هو الشاعر يحيى السماوي الذي جاء شعره نابضاً بهذه الاحداث، فنقل مآسيها وصور ضياع الشعب العراقي في زمن النظام الديكتاتوري الصدامي، والاحتلال الامريكي وديمقراطيته المزعومة وجرائمه الشنيعة في العراق. اعتمدنا في دارستنا هذه، على المنهج الوصفي التحليلي، للتوصل الى نتائج واضحة ومفيدة تبرز قيمة هذه الدراسة. وتتكون الدراسة من مقدمة ابرزنا مفهوم المعجم الشعري والحقل الدلالي، ثم البحث عن حياة الشاعر ونشاطاته السياسية والثقافية، ثم تناولنا بالتحليل اهم الحقول الدلالية التي دارت حولها المعجم الشعري له. وستتناول الدراسة، هذه الحقول وفق الاطار الدلالي لكل حقل، وتبتعد الدراسة عن المفردات من حيث منظورها اللغوي وصرفها واشتقاقها. موكداً الدراسة انَّ هذه الحقول؛ هي اهم الحقول الدلالية التي دارت حولها البنيان الشعري لدى الشاعر مع وجود حقول اخرى يمكن ان يجدها المتلقي الاَّ انها لم تكن بكثرة هذه الحقول؛ مما يدل على مدى اهتمام الخطاب الشعري السماوي لهذه الحقول، وللمعاني الدلالية التي عبر عنها. ومن اهم معطيات هذا البحث هو ان حقل الارض والوطن هو القضية الجوهرية التي شكلت البورة الدلالية للخطاب الشعري لدى الشاعر بحيث خصص شعره لتصوير العلاقة القائمة بينه وبين الوطن الجريح. وجاء شعره مليئاً بالفاظ الحزن والجراح والالم. هذه المفردات كاشفة عن عمق الجرح والالم الذي يعاني منه الشاعر ازاء ما تمر بالعراق في ظل الاحتلال الامريكي وديمقراطيته المزعومة وجرائمه البشعة فيها. وهكذا كل الحقل تتصدره الفاظ معينة من حيث الكثرة والتعميم، يمكن ان نطلق عليها الالفاظ المفتاحية. لقد استخدم شاعرنا كل هذه الالفاظ الايحائية لتقريب الحدث وتصويره من اوضح نقطة واقربها الى القارئ.