دراسة اسلوبية لمدائح المتنبي وابن هانئ الاندلسي في ضوء معادلة بوزيمان

ان لغة الاديب شاعراً كان او كاتباً في الحقيقة تعبير عن جوانب عقلية وانفعالية يبدو فيها الخلق والابداع. وان لدراسة اسلوب الاديب اهمية بارزة في معرفة منهجه الذي يستخدمه لتقديم عمله الى القارئ وهذه الدراسة تعين القارئ على فهم تلك الجوانب الكامنة في ابداع الادباء. وقد كانت هناك اساليب عديدة تقام عليها دراسة لمعرفة المنهج، منها الاسلوب الذي تحدث عنه سعد مصلوح وهو قد اخذه عن المعادلة التي اكتشفها الباحث الالماني بوزيمان والتي تقوم على احصاء المفردات المستخدمة لدى الاديب. وذلك الاحصاء ينحصر في عدد الافعال والصفات التي استخدمها الاديب في عمله. وعلى اساس هذا الاحصاء والعدد الذي يحصل من نسبة عدد الافعال الى الصفات يستطيع القارئ ان يفهم مدى انفعالية الاديب وعلميته مهما زادت النسبة او قلتكما ان المعادلة بهذه الطريقة تعيننا في التمييز بين لغة النثر ولغة الشعر. وقد ادت هذه المقالة التي قامت بدراسة مقارنة لاسلوب مدائح المتنبي وابن هانئ الى ان اسلوب المتنبي في المدائح التي اخترناه عشوائياً من ديوانه اكثر انفعالاً من اسلوب ابن هانئ في مدائحه. فهذان الشاعران وان كانا يحظيان ببعض وجوه التشابه مما ادى الى ان يسمى ابن هانئ بمتنبي الغرب فان اسلوبهما يختلف من حيث ان مدائح المتنبي كانت اكثر انفعالاً من مدائح ابن هانئ. كما ان المدائح تاخذ عند كل واحد منهما اسلوباً خاصاً يتمايز في قصيدة مدحية عن اخرى؛ فقد كان هناك للقافية المستخدمة والوزن العروضي وكذلك الظروف المحيطة بكل شاعر اثر في تغيير ن ف ص في شعرهما وكذلك تغيير اسلوب المديحة تبعاً لذلك.