ملامح الرومنسية في شعر ابن الرومي

نعني بالمدرسة الرومنطيقية وملامحها مدرسة وجدانية غنائية اعلنت حربا عوانا ضد الكلاسيكيين وتغنّوا عن آلامهم واحاسيسهم نتيجة خيبة آمالهم في المجتمع وروية ما لم يوافق وآرائهم. هذا المقال امتداد لقراءات جديدة في التراث الشعري العربي ويسعى ان يلتمس بعض خصائص الحركة الرومنطيقية في الادب العربي القديم، فلهذا يرى انّ ابن الرومي اقرب الشعراء العرب القدامى الى المدرسة الرومنطيقية. تكمن اهمّية هذا البحث في الكشف عن جذور المدارس الادبية الحديثة في الادب العربي القديم؛ واعتمادا على المنهج الوصفي التحليلي، وصل البحث الى هذه النتيجة انّ اهرة الرومنسية ليست اهرة جديدة على الادب العربي؛ بل هذه المدرسة الحديثة لها آثارها الواضحة في التراث العربي القديم وان كانت التسمية جديدة؛ فللنموذج انّ الظروف الاجتماعية التي حدت ابن الرومي الى الشعر الرومنسي هي في الغالب نفس الظروف التي كانت سائدة على مجتمع الرومانسيين الجدد مثل الفشل في الحب والفرار عن عسف المجتمع. ومن النتائج الاخرى لهذه الدراسة هي تبيين مظاهر الرومنطيقية في شعر ابن الرومي، التي تتجلّى في اللجوء الى الطبيعة والامتزاج بها والتعبير عن الاحزان والهموم والوحشة والانفراد وكلّ هذا صدى لنفسية الشاعر المتبرّمة من الناس والمجتمع والفرار منهم ويُعدُّ من ابرز ميزات شعره التي تتناسب والحركة الرومنطيقية الحديثة. واخيرا تشير الدراسة الى انّ الشعر العربي القديم بحاجة ماسّة الى قراءات جديدة تواكب هذا الشعر مع المعطيات النقدية الجديدة مادام لم تخرج هذه القراءات عن جادّة الصواب.