اسلوب الهجاء في العصر المملوكي (دراسه تحليلية في مضامينه و جمالياته الدلالية)

يحظي الهجاء في العصر المملوكي بمكانة فريدة واهميّة بالغة. لقد تاثّر هذا الفنّ بالموثّرات السياسية والاجتماعية العامّة في تلك الفترة بالذات اكسبته طابعاً سياسياً واجتماعياً بعد ان كان له طابع فردي في الادوار السابقة. ينتقد الهجاء المملوكي بطبيعة دوره في تلك الحقبة ما يجري علي ساحة الحياة و ما يصدر من رجال الحكم و نخبة المجتمع من الامراء و القضاة و الاطباء وغير ذلك من الذين يتولّون مقاليد الامور و يتحكمون بمصير الشعب. يتمتّع الهجاء المملوكي بجماليات دلالية راقية من ابرزها انّه قد يكون مصحوباً بالنقد اللاذع تارة و بالفكاهة المريرة تارةً اخري. ثمّ انّه زاخر بالايحاءات القرآنية التي ترتقي بمستواه الدلالي و الجمالي هذا وانّ هذه الدراسة ترمي الي رصد جماليات الهجاء المملوكي الدلالية مستعيناً بالنماذج الشعرية المتماشية مع سياق الموضوع و بالاعتماد علي المنهج الوصفي – التحليلي و من ابرز نتائج هذا البحث: الهجاء المملوكي في الاغلب يُعني بالقضايا الجارية علي ساحه الحياة و الاحداث السياسية و الاجتماعية السائدة؛ و يشوبه في كثير من الاحيان نبره فكاهيه ولغه ساخره تخفّف من وطاته ووخزه الاليم.يميل الهجاء المملوكي كثيراً­ما الي العتاب والشكوي وذلك لخلوّه من السبّ والاستهجان وعدم تناوله للاعراض و العيوب الجسدية و العاهات الخَلقية.