المعراج النبوي و اثره في رسالة الغفران و رسالة التوابع و الزوابع «دراسة موازنة»

انّ فكرة الخروج من هذا العالم والرحلة الى السّماء ومنها الى الجنّة والجحيم متاثّرة بالمعراج النبوي، قد ظهرت في الادب العربي في شكلها القصصي والاسطوري في القرن الخامس الهجري. وان كانت بوادر هذه الرحلات و خلفيتها ترجع الى ما قبل الاسلام. فقد جاء في النصوص الفهلويه انّ اوّل من قام بالرحله المناميه الى السماء هو زرادشت. امّا معظم هذه الاسفار الخياليه في الادبين الفارسي والعربي فقد تحقَقت بعد بزوغ شمس الاسلام وحادثه المعراج النبوي. بعد هذه الواقعه الكبرى، استوحى الادباء والشعراء من قصّه المعراج وادب الاسراء وابدعوا الاساطير والقصص النّاشئه من خيالهم وفكرهم وخلقهم ومعتقداتهم والتي جرت حوادثها في عالم الخيال. فمن ابرز هذه القصص السائره في الادب العربي رسالتان: احداها: رساله الغفران لابي العلاء المعري . والثانيه: رساله التوابع والزوابع لابن شُهيد الاندلسي. امَّا الغايه التي تصبو اليها هذه الدراسه فهي الكشف عن مدى تاثّر هاتين الرسالتين بالمعراج النبوي وعن تاثر احد الكاتبين بالآخر والخلفيه التاريخيه للاسفار الخياليه. وامَّا فيما يتعلَّق بالمنهج المتَّبع في المقال بالنسبه الى طبيعه مثل هذه الدراسات فاتَّبعنا المنهج التحليلي الوصفي. والنتائج تدلّ على انّ هذه الرحلات الثلاث تتوافق معاً بانّها رحله الى العالم الآخر وان كان السفر في هاتين الرسالتين خيالياً وفي معراج النبيّّ (ص)حقيقياً. وانَّ كثيراً ممّن ابدعوا آثاراً في اطار الفنّ القصصي في الادبين العربي والفارسي تاثّروا بقصّه المعراج النبوي (ص) شكلاً ومضموناً كما تاثَّرت هاتين الرسالتين من قصه المعراج النبوي (ص) تاثّراً لا ينكر.