الخطابة المملوكية آلياتها و مضامينها (خطب ابن نباتة نموذجاً)

الحروب المستمرة التي فرضها المغول شرقاً و الصليبيون غرباً على الدولة المملوكية جعلت الخطباء ومنهم ابن نباتة المصري يقومون في خطاباتهم النارية بحشد المقاتلين وشحنهم بقوّه قتالية هائلة لافشال الغزاة و الحاق الهزيمة بهم. القى ابن نباتة وهو من اعلام الشعر المملوكي و خطبائه الكبار، خطابات عديده تعدّ صوره مختزله ومقتضبه للخطابه المملوكيه. ولذلك ركزنا البحث على خطبه دارسين مضامينها وآلياتها الفنّيه اعتماداً على النهج الوصفي التحليلي. ومن ابرز ما تفيدنا هذه الدراسة انّ الظروف السياسيه والاجتماعيه العامه في ذلك العصر انعكست نوعاً ما في الخطابه المملوكيه والقت بظلالها عليها بما فيها كلمات ابن نباتة. فكان الخطباء يمزجون خطاباتهم بنماذج قرآنية لحثّ السامعين على الخوض في الجهاد حتّى اصطبغت كلماتهم بصبغة دينية وسياسيه واخلاقيه واضحه. كما انطبعت ايضاً بطابع حماسي وبطولي رائع نتيجه تشجيع الخطباء للمقاتلين لاقتحام المعارك. يمكن اعتبار الخطابة المملوكيه بما فيها خطابات ابن نباتة بضاعه تحتاجها السوق المملوكية ومحاولة جادّه لتوحيد صفوف المقاتلين و رفع كفاءاتهم القتالية ضدّ الهجوم المغولي و الصليبي الشرس.