التّقنيات الزّمنية في رواية عبث الاقدار لنجيب محفوظ: دراسة في ضوء نظريّة جيرار جينيت

يحتوي كل عمل سردي على الزمن لكن هناك فرق كبير بين الموشرات الزمنية التي تستخدمها كل روايه. وقد اهتم الباحثون بدراسة الزمن في الدراسات السردية الحديثة قصداً الى الحصول على المعاني الخفية في ما وراء توظيف هذه الموشرات. والزمن يحتوي على التقنيات والاساليب المختلفه التي يستخدمها الراوي في سبيل تكوين القصّ وسرده للرّوايه. انّ الهدف الرئيس لهذه الدراسه هو الكشف عن دلالات الزمن وجمالياته وموشراته في النص الروائي المدروس. فلقد كان نجيب محفوظ من الروائيين الكلاسيكيين الذين اهتموا بالمبنى الحكائي لكنه تناول في روايته عبث الاقدار شكلاً خاصاً للزمن. وقد درسنا في هذه المقالة الموشّرات الزّمنيّة الثلاثة: الترتيب و المدّة و التّواتر؛ ففي التّرتيب تحدّثنا عن الزّمن الطبيعيّ و التصنّعيّ، وتقنّيتي الاسترجاع و الاستباق. كما درسنا في المدّه اربع حالات زمنيّة: القفز و الاستراحة و المشهد و الايجاز. وتحدّثنا في التّواتر عن الحالات المختلفة الاربعة فيها. وقد كان المنهج المستخدم في هذه الدراسة هو المنهج الوصفي التحليلي. وقد توصّلت الدراسه الى انّ روايه quot;عبث الاقدار quot; هي روايه تاريخيه ابداعيه حديثه اجتمعت فيها حالتان من الزمن: الحاله الطبيعية او التقويمية والحالة التصنّعية و التلاعبية، والروائي قام فيها بترتيب الزمن التقويمي حسب نظرية جينيت، لكنّه لم يغفل عن توظيف بعض التلاعبات الزمنيّة ذات الوظائف المتعدّدة المتناسبة مع حيّز الرواية التي اشار اليها جينيت في نظريته.