المضامين الحجاجية عند ابن ابي العزّ في شرح العقيدة الطحاوية

هذه دراسة في تتبع المضامين الحجاجية عند القاضي ابن ابي العزّ ~ في شرحه للعقيدة الطحاوية. بالتمييز بين ثلاثة انماط من المضامين: نمط متعلق بالمقدمات المنهجية، واطلق عليها: المضامين الحجاجية التقديمية. ونمط ثان تعلق بتقرير المسائل العقدية العلمية، واطلق عليها: المضامين الحجاجية في التقرير. ونمط ثالث له علاقة بالمناقشة والردود على المخالفين. وتحت كل نمط مجموعة من القواعد، والاساليب، والامثلة التطبيقية. وقد مزج الباحث في هذه الدراسة بين الوصف، والاستقراء، والتحليل. ومن اهداف هذه الدراسة: بيان تهافت تلك الاشاعة الجائرة غير المنصفة، والبعيدة عن الموضوعية والعلمية، وعن حقيقة منهج علماء السلف بوصفه بانه منهج خطابي موجّه للعامة، وهو خلو من الاسلوب البرهاني. ومنها: الحرص على ابراز الميزان العلمي الدقيق في الحجاج العقدي عند علماء السنة من حيث المقدمات المنهجية في التقرير، وفي المناقشة والردّ. ومنها: عرض مثال تطبيقي على اتقان الحجاج عند علماء اهل السنة، باستعمال كل انواع الادلة الصحيحة، نقلاً كانت ام عقلاً. من اهم ما توصل له الباحث: تميّز المنهج المتبع عند علماء اهل السنة في تقرير العقيدة، من حيث دلائلها ومسائلها، وقوة الحجاج في ذلك كله، مع اتحاد في ذلك عبر القرون. التزام القاضي ابن ابي العزّ شروط الحجاج في كتابه، مثل: التحقق من مسمّى الاقوال والآراء، والتاكد من نسبتها الى قائليها. وتحقيق المنهج الحجاجي في العرض والاستدلال، فاظهر جلياً المقدّمات المنهجية التي اسّس عليها شرحه، كما التزم صوراً من الحجاج الصحيح في استدلالاته؛ كالاستدلال بالنقض، والاستدلال بالقلب، والاستدلال بالمعارضة، واستعمال القياس الصحيح، وطرح الاقيسة الفاسدة. ومن اهم التوصيات: دراسة مناهج شروح الكتب العقدية بالتركيز على ملامح الحجاج بانواعه فيها، الدراسات المقارنة بين الحجاج العقلي بين اهل السنة ومخالفيهم لابطال اعتقاد ان ذلك حكر على المتكلمين، مع ان واقعهم يظهر عكس ذلك تماماً.