الامام المصلح عبد الحميد بن باديس: حياته وجهوده التربوية

يعدّ عبد الحميد بن باديس احد العلماء الجزائريين المبرزين بالاصلاح الاجتماعي والدّيني والسّياسي والتربوي، عاش خمسين سنة في القرن العشرين الميلادي، حيث كانت ولادته سنة 1889م، وكانت وفاته سنة 1940م، ولقد فرض الواقع الجزائري ابّان فترة الاحتلال الفرنسي الذي كان يسعى الى طمس ثوابت الامّة الجزائرية، وخرق تاريخها، وهُويّتها، وثقافتها، ووحدتها الدينيّة، واللّغوية على ابن باديس ان يسلك نهج التربية والتعليم، قاصداً بذلك مواجهة الاحتلال الفرنسي الغاشم من خلال عدّة جبهات ومجالات كمثل مجال الصحافة، ومجال التربية والتعليم، ومجال الجمعيات، ومجال السياسة وغير ذلك، يهدف هذا البحث الى ابراز دور عبد الحميد بن باديس في النّهوض بالامّة الجزائريّة نحو تربيّة افضل، وحياة اسعد، فيبدا اوّلاً وبشكل موجز، بالتعرّف على الفترة الصعبة التي عايشها ابن باديس والمتمثلة في فترة الاحتلال الفرنسي الغاشم، وآثاره السلبية على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والديني الجزائري وقتذاك، ثم يقوم ثانياً بتسليط الضّوء على حياة ابن باديس وتكوينه العلمي ورحلاته الداخلية واسفاره الخارجية؛ ثم يسعى ثالثاً وبتعمّق، التعرّف على اعمال ابن باديس الاجتماعيّة وجهوده التربويّة التي اخذت حظّاً وافراً من حياته اليومية، والتي تركّزت على منبرين رئيسين، هما: منبر الصّحافة، ومنبر التربيّة والتعليم.